من بين خلاصات الكتابة الوطنية لحزب النهج الديمقراطي في اجتماعها ليوم الأحد 16 أبريل 2017، نقرأ في بيانها حول الموضوع ما يلي:
"نثمن دعوة فيدرالية اليسار الديمقراطي الموجهة للقوى الوطنية والديمقراطية المناضلة والمركزيات النقابية والجمعيات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني للعمل المشترك (بيان الهيأة التنفيذية بتاريخ 8 أبريل 2017) وتعبر عن تجاوب النهج الديمقراطي مع هذه الدعوة واستعداده للمساهمة في تفعيلها وتجسيدها مع المكونات المعنية".
لا نريد من خلال هذا المقال المقتضب خوض حروب "البولميك" مع حزب النهج الديمقراطي، أو للدقة مع بعض "الفقهاء" المتكلمين باسمه في صيغة "ملكيون أكثر من الملك"، لكن هدفنا هو فضح أسلوب "اللعب على الحبل" الذي يعتمده هذا الحزب ضدا على "الأخلاق" النضالية وعلى الشعارات "النبيلة" التي يرفعها ليلا ونهارا ويسوقها خارج المغرب كسبا مغشوشا للتعاطف والدعم. فكثيرا ما فاجأنا حزب النهج الديمقراطي بكون "الذئب" حلال، و"الذئب" حرام..
إن حزب النهج الديمقراطي أدرى بحقيقة دعوة "فيدرالية اليسار الديمقراطي" (الحزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي). وتثمينها ليس سوى مغازلة مجانية وتأكيدا لرغبة مكبوتة لدى بعض رموزه المتورطين في "الولاء والبيعة"، في الالتحاق بركب "الملكية البرلمانية"، وقد تكون مساومة مفضوحة. لتقبل الفيدرالية بالجماعة الإجرامية "العدل والإحسان" (الحليف/الحبيب)، وليقبل النهج (الملكي بقوة الواقع) بالملكية البرلمانية.. فمن ينشد الحقيقة، يجب أن يقول الحقيقة وأن يمارس الحقيقة. وكذلك من ينشد الديمقراطية يجب أن يكون ديمقراطيا..
كيف ينسى حزب النهج الديمقراطي مسار الفيدرالية المزكي للنظام القائم وكذلك مواقفها المتذبذبة والمتخاذلة، ويثمن دعوتها السياسوية المشبوهة؟
نعم للوحدة، لكن الوحدة النضالية القائمة على خدمة مصالح الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وعموم الكادحين (طلبة ومعطلين ومشردين...).. نعم للوحدة القائمة على الوضوح والمسؤولية، الوحدة القائمة على التحدي والتضحية...
هناك مناضلون شرفاء من داخل الفيدرالية، أو من داخل مكونات الفيدرالية، يرفضون مسار هذه الأخيرة المنبطح وينددون به، ونجد حزب النهج الديمقراطي بمواقفه "المجلجلة" يستجدي هذه الفيدرالية المتجاوزة والمهمشة نضاليا ويغازلها لأهداف مكشوفة..
قد نعيش العزلة السياسية بسبب مواقفنا المزعجة، لكن ذلك لن يجعلنا نغازل "المتواطئين". فالوفاء لمبادئنا ولمواقفنا رسالة/وصية لرفاقنا ولعموم المناضلين الأحياء والشهداء.. إنه الوفاء لقضية شعب أولا وأخيرا..
لتكن ذاكرتنا قوية، ليس من أجلنا فقط، بل من أجل شعبنا.. فليس من حقنا تبييض سجلات من خذلوا شعبهم وارتموا في أحضان النظام بشكل مباشر ومفضوح أو بشكل ملتو وغير مباشر..
هل نذكر جريمة "العدل والإحسان" بخصوص "20 فبراير"، والأبشع بخصوص اغتيال رفاقنا؟ هل نذكر "مشاركة" فيدرالية اليسار الديمقراطي في جريمة النظام (الانتخابات/المهزلة المعتمدة لدستور لا ديمقراطي، اعترافا واقتناعا من طرف النهج والفيدرالية أيضا)؟
اليسار أو النضال، لا يقومان على الانتماء (شكليا) أو ادعاء الانتماء لماركس أو لينين أو ماو أو لغيرهم من الأسماء الخالدة.. إن اليسار والنضال يقومان على الوضوح والمسؤولية والنضال الفعلي من أجل القضايا العادلة للشعوب المضطهدة وعلى رأسها الطبقة العاملة..
كفى من امتطاء الدعوات المشبوهة والمناسبات العابرة.. كفى من توظيف المعاناة (معاناة شعبنا) لربح الفتات السياسي المسموم..
شارك هذا الموضوع على: ↓