لقد حولت الامبريالية منطقة "الشرق الأوسط" والمنطقة المغاربية الى ساحة
حرب حقيقية ومختبر لمختلف تجاربها، بحيث تمكنت من إجهاض الانتفاضات الشعبية التي عرفتها المنطقة ولازالت، عبر تمكين القوى الظلامية وعرابيها من إحكام قبضتها على رقاب الشعوب بشكل من الأشكال وصلت حد تفخيخ هذه الانتفاضات من الداخل، وقد أفضى ذلك في العديد من البلدان الى حمامات دم لم تجف بعد، وتحولت معها شعوب المنطقة الى جماعات لاجئة ومشردة بعد أن خرجت في انتفاضاتها من أجل إسقاط الديكتاتوريات والأصنام التي صنعها المستعمر في حروب التحرير الأولى.
لقد نجح الثالوث الامبريالي الصهيوني الرجعي مرة أخرى، بعد حروب الاستقلال، في تحويل انتفاضات الشعوب الى أداة لتأبيد سيطرتها الطبقية، مع إنتاج آليات جديدة تنسجم وتطورات المرحلة,وقايضت بذلك الكراسي بالانخراط الكلي أكثر من السابق في المشاريع الامبريالية بالمنطقة، معتمدة الخراب هناك والحصار هنا والتطبيع هنالك. وأخرجت المخططات التي تحاك في السر الى العلن، إذ لم تتوان الأنظمة الرجعية من المحيط الى الخليج في التسابق على تقديم الولاء وربح التقدير. في السابق كانت المشاريع تطبخ خلف الأبواب الموصدة بإشراف امبريالي وصهيوني، من مشروع عمان ومشروع فاس، مرورا بكامب ديفيد وصولا الى أوسلو أو ما يسمى غزة أريحا أولا وملحقاتها، إذ تحولت بموجبها ما يسمى السلطة الفلسطينية بالمكشوف الى أداة في يد الكيان الصهيوني لخنق الشعب الفلسطيني وانتفاضته. واليوم أيضا أصبحت الدكتاتورية العميلة في المنطقة تتباهى بعلاقاتها الحميمية العلنية بالكيان الصهيوني. ويأتي في المقدمة أمراء "الفول والزيت"على حد تعبير الشيخ إمام. وباسم مواجهة ما يسمى الهلال الشيعي، قد يكون الدخول الى أرض الحجاز بجواز صهيوني وبإشراف أمريكي. لقد حولوا القضية الفلسطينية الى الرفوف بعد أن أوهموا الشعوب بأعداء وهميين صنعوا على المقاس وحولوا الانتفاضة الفلسطينية الى إرهاب والكيان الغاصب المحتل الى حمل وديع لا حول له ولا قوة.
لقد أكدت الأنظمة الرجعية القائمة وللمرة الألف عمالتها وسخرت لذلك أبواقها من كل صوب وحدب لتزوير التاريخ والجغرافيا، فرسموا لنا المغتصب المحتل الكيان الصهيوني في فلسطين ونطقوا بلغته مدنه وقراه وتاريخها أي فلسطين تاريخ غاصب محتل.
إن الانتفاضة التي يقودها المعتقلون الفلسطينيون (ما يناهز 1100معتقل) في سجون الاحتلال من خلال الإضراب عن الطعام ,إدانة لهذه الأنظمة العميلة من المحيط الى الخليج، ولا استثني أحدا. وهي بمثابة خطوة لإعادة بوصلة النضال الثوري وتصويب رماحه الى العدو الامبريالي الصهيوني وأدواته المحلية. إن المعتقلين الفلسطينيين وهم في يومهم الثامن من الإضراب يتهددهم الموت في أية لحظة يصرون على أن تبقى الثورة الفلسطينية مقدمة لنضال الشعوب ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية. ولنتعلم الدرس الفلسطيني ولنستوعب حكمة المعتقلين الفلسطينيين..
شارك هذا الموضوع على: ↓