2017/04/29

حسن أحراث // فاتح ماي "يفضحنا"..

كل المحطات النضالية تفضحنا، وكل الذكريات والمناسبات، سواء كانت انتفاضات شعبية أو إضرابات عمالية أو استشهادات أو اعتقالات أو مناسبات/محطات نضالية خالدة..

ففي كل مرة، لا نملك في أحسن الأحوال سوى وجع الذاكرة وألم التنديد والاستنكار. لا أستخف بأثر الذاكرة الحية وبتأثير تسجيل الموقف المناسب، لكننا في حاجة الى التقدم الى الأمام. نحن في أمس الحاجة الى وضع خطوات فعلية في درب التغيير الجذري. ليس في الأمر "إرادوية" أو مزايدة، بل اقتناع قائم على فهم عميق ومسؤول لمتطلبات المرحلة الراهنة التي تعرف سيطرة عالمية غير مسبوقة من طرف الرجعية والصهيونية والامبريالية.
فمواصلة النظام لهجوماته الشرسة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية أمر ينسجم وطبيعته وتفرضه ضرورة الحفاظ على استمراريته، وكذلك منطق الصراع الطبقي. إلا أن ضعف المواجهة والتصدي من الموقع الطبقي النقيض أتاح له "العربدة" الزائدة والهيمنة المريحة. فالسرعة والسلاسة اللتان تم من خلالهما تمرير العديد من المخططات الطبقية في السنوات الأخيرة (عمر حكومة البهلوان بنكيران) تبرز مدى محدودية المواجهة والتصدي، وكذلك تشرذمهما، وتفضح بالتالي التواطؤ والتعاون الطبقيين للقوى السياسية والقيادات النقابية. هناك تضحيات جسيمة ونضالات متواصلة من طرف العمال والفلاحين الفقراء والطلبة والمعطلين والمشردين... وحتى من طرف بعض شرائح وفئات البورجوازية الصغيرة والمتوسطة، لكن الفعل السياسي المنظم باهت، إن لم أقل غائب. وأقصد الفعل الثوري، وليس أشكال الترف والترفيه لتسجيل الحضور من أجل الحضور... وهو ما سيتكرر ببشاعة يوم فاتح ماي 2017 بشوارع الدار البيضاء والرباط وحتى بأصغر المدن المغربية المهمشة.. ستتجند عصابات العمل (الريع) النقابي التي تأتمر بأوامر القادة (أوامر سادتها) الذين لم يعد بعضهم قادرا حتى على قيادة نفسه، لضمان "البهرجة" الروتينية وفق السيناريو المرسوم بكل دقة وعناية.. علما أن كل السيناريوهات واحدة بالأمس واليوم.. نفس الشعارات، نفس الوجوه... وما يؤلم حقا هو المتاجرة في معاناة وبؤس العمال والكادحين..
لن نتخلف عن الحضور. لن ننعزل ونبكي حظنا العاثر. سنحضر وسنتابع عن قرب، وسنستفيد من أجل صنع المستقبل البديل.. لقد علمتنا النظرية الثورية (العلمية) وكذلك التجربة، أن الصمود النضالي يكسر "الحديد"، ويضع النقط على الحروف طال الزمن أو قصر. فكم من قزم (سياسي أو نقابي أو جمعوي...) تقمص صورة العملاق، إلا أن "عناد" زمن قد عرى الأقزام وكشف حقيقة المتسترين والمندسين.. 
كل المناضلين معنيون بهذه الوضعية السيئة. بل هم المعنيون سياسيا أكثر من غيرهم بمسؤولية "وضع خطوات فعلية في درب التغيير الجذري". نلوم القوى السياسية المحسوبة على اليسار وقيادات النقابات "التاريخية"، لكن "ماحك ظهرك مثل ظفرك". إنها مسؤولية كل من يهمه قضية الشعب المغربي، ومن كل المواقع النضالية. فلا معنى أن نغيب دهرا وننطق كفرا، أو نغرق في لوم الآخر.. ولا معنى لأن ندعو المناضلين لفعل "كذا" والقيام ب"كذا" ونحن في "سبات عميق". ولا معنى لأن ننتظر أن يقوم غيرنا بما يجب أن نقوم به نحن. ولا نرضى أن ينطبق علينا القول "فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ". ليكن المناضل في مقدمة المعارك، وليكن مبادرا ومؤطرا ومنظما... وليفضح كل المتآمرين على قضية شعبنا، والمتسترين وراء الشعارات، والمجندين للتشويش على المناضلين وعرقلة مسارهم النضالي المزعج.. 
لنكن في مقدمة القافلة التي تسير، في فاتح ماي ودائما، وخاصة قافلة العمال، أولا وثانيا وثالثا، وألا نتخلف عن دعم ومؤازرة القضايا العادلة وأصحابها...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق