تعيش بلدة مريرت مند شهر و ثمانية عشر يوما على ايقاع المعركة العمالية التي كان ابطالها عمال مناجم عوام خاصة بالقطاعين الانتاجيين اغرم اوسار وسيدي
احمد، عرفت هذه المعركة اشكال نوعية ،اتسمت بالتحدي و الصمود و نكران الذات فبعد اعتصام لشهر و يوم في باطن الارض اوقف العمال الاعتصام على ارضية الحوار الذي اجري مع الادارة برعاية عامل الاقليم ,لكن سرعان ما تبين ان الحوار ماكان في الاصل الا محطة للمراوغة و افشال الاعتصام البطولي ليتوقف الاعتصام و تستمر المعركة باشكال مختلفة ، ليتكلل مسارها بنقل الاعتصام من الباطن الى السماء اي الاعتصام فوق الارض بازيد من 40 متر في ظروف صعبة و مميتة .
ما بين انهاء الاعتصام في الباطن و الاعتصام فوق المصعد عمدت ادارة الشركة الى مساومة بعض العمال بالضغط عليهم بترك رفاقهم العمال والتنكر للانتماء النقابي لهم ,لا ننفي ان ادارة الشركة نجحت نسبيا في هذا لكن ما لم تضرب الادارة له حساب هو ان عزيمة العمال لا تنكسر بسهولة لتفاجأ بالاعتصام و ايقاف الانتاج كليا بغار سيدي احمد و اضراب ازيد من 100 عامل عن العمل ،الى جانب الاشكال اليومية التي تخوضها عائلات العمال بمعية الجماهير الشعبية ,اعتصام العمال و ايقاف الانتاج يؤثر بشكل مباشر في الشركة المستغلة , اما الوقفات اليومية للعائلات التي تترجم من خلالها الجماهير التضامن مع قضية العمال و باقي قضايا شعبنا كالاعتقال السياسي الذي يطال ابناء الوطن الحبيب، فهي اشكال تفضح النظام و ارتباطه البنيوي بالاستغلال الرسمالي للعمال ، استمرار الاشكال و تسلسلها كان لها الاثر الاجابي على الجماهير بمريرت حيث يتسع يوميا حجمها و حتي نوعية شعاراتها و مواقفها و هذا ما لوحظ البارحة 29 ماي 2017 في الوقفة النوعية للعائلات سرعان ما تحولت الى مسيرة في شوارع مريرت ,
اما اليوم 30 ماي استشعر النظام حجم التراكمات التي خلقتها المعركة العمالية ليستبق وقت الوقفة بانزال قمعي، ومنع الجماهير من الاقتراب من الساحة فلم يسلم من الاستفزاز احد حتى المارة من جانب الساحة لم يسلمو من الاسئلة الغبية لعناصر القمع ,رغم الاستعداد المسبق للقمع و استعراضه للعضلات القمعية ، لم تخف الاسر و العائلات من هذا الاستعراضي الجبان و اقتحمت الساحة رغما عنه لتجسد الوقفة تحت الحصار اذ نجح بعض المناضلين من اقتحام الحصار و انجاح الوقفة فلا الحصار او القمع يمكن ان يوقف مسيرة العمال و عائلاتهم ,
ان اسلوب الحصار و القمع الذي يلجا له النظام انما يترجم طبيعته و حقيقته التاريخية باعتباره نظاما لقيط لاوطني لا ديمقراطي لا شعبي ، يخشى الجماهير حين تستوعب مصالحها و يستيقظ و عيها لذلك استبق القمع في تعاطيه مع نضالات العمال و عائلاتهم حتى لا تتجه حركة العائلات بمريرت الى مواكبة ركب الاحتجاجات التي يعرفها و طننا الجريح ,رغم الحصار و القمع و الاذان الصماء لادارة الشركة فالمعركة مستمرة ودعم العائلات منبع لا ينقطع يستمر في نفس المكان و الزمان .حتى النصر
تحية عالية للعمال و لعائلاتهم على هذا الصمود البطولي
شارك هذا الموضوع على: ↓