أتضامن هي أكثر الكلمات شيوعا بين المناضلين المثقفين المحترفين جدا. لكن، لنسأل ماذا تعني أتضامن؟ في بعدها "الأخلاقي" المرهف الإحساس، تدل على
إلمامي بمآسي الغير واطلاعي على وضعيته؛ متعاطف معه؛ أسجل "أعجبني" في العالم الافتراضي الأزرق؛ ينتابني إحساس التضامن؛ يغمرني الشعور اللحظي بالمسؤولية.. فلتسجل يا أيها التاريخ الافتراضي للعالم الأزرق أني مناضل إنساني فلسطيني المنشأ؛ فلاح الهوى؛ منجمي العزيمة؛ كوني الأخلاق، أكثر مما نظر له كانط .
لكن حقيقة معنى التضامن هي أبعد من هذا، أتضامن تعني تحديد مسؤوليتي التاريخية تجاه قضية ما وربط هذه القضية بمسار نضال الشعب. التضامن ليس اختيارا فرديا نابعا من هذه الإرادة أو تلك، بل هو واجب نضالي يحدده موقعي من الصراع الطبقي في بعده المحلي وارتباطاته الجدلية ببعده العالمي. التضامن مع الأسرى الفلسطينيين مثلا، هو واجب نضالي منبثق من موقفي من القضية الفلسطينية، كونها قضية وطنية. من هذا المنطلق، أتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني، ليس بإحساسي، بل بترجمة الموقف الذي يرتبط ارتباطا جدليا بموقفي من النظام القائم. التضامن هو تفجير المعارك والمشاركة فيها والمساهمة العملية في بنائها وتوجيهها. هل ساهم التضامن المزيف المشبع بالأحاسيس الجياشة في منع النظام من التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني في محطتي مؤتمر المناخ بمراكش والملتقى الفلاحي بمكناس؟ لا، طبعا. لأنه لم يمس جوهر العلاقة البنيوية للنظام والكيان الصهيوني. التضامن مع الشعب الفلسطيني ومع شهدائه ومعتقليه وأرامله وجرحاه... هو النضال ضد النظام العميل، نضال طبقي حتى التحرير.
التضامن موقف سياسي من اللحظة والخطوة، موقف مع الشعوب وموقف ضد الامبريالية والرجعية يترجم عمليا في جدلية العام والخاص بالنضال ثم النضال ضد الرجعية هنا وفي كل بقاع العالم .
التضامن مع الأسرى الفلسطينيين يمر بالضرورة عبر التضامن مع المعتقلين السياسيين في سجون النظام، ويمر عبر المساهمة في إنجاح معارك العمال، عمال منجم عوام مثلا والالتفاف بمعارك المعطلين وغيرها من معارك شعبنا المضطهد.
التضامن ليس بالنيات، بل بالعمل والممارسة وبالنضال الحقيقي.
3 ماي 2017
شارك هذا الموضوع على: ↓