2017/06/20

يوسف وهبي // كلمة بمناسبة ذكرى انتفاضة 20 يونيو 1981.

سأستعير هذه الجملة من إحدى مقالات تيار البديل الجذري المغربي مع بعض
التصرف الطفيف، "ماذا يمكن قوله اليوم بعد مرور 36 سنة على ذكرى انتفاضة 20 يونيو 1981 بالدار البيضاء؟ أو ماذا يمكن قوله اليوم بالمجمل حول انتفاضات شعبنا؟"، ونحن نعيش في خضم انتفاضة شعبية مستمرة منذ ما يزيد عن السبعة أشهر بمنطقة الريف، مع بوادر تفجر الوضع بعموم المغرب الجريح.
أولا، إن الفعل النضالي الشعبي والمستمر يوازيه تضحيات جبارة للشعب المغربي، لن يعرف الخفوت أو التراجع؛ ذلك أن عامل الرهبة تم التخلص منها منذ 2011. وما التوقف الحاصل منذ ذلك الوقت، سوى إعطاء الفرصة لعموم المناضلين للإجابة عن السؤال، وماذا بعد؟ لكن، اتضح بالملموس "هشاشة" من يمكن تسميتهم بالطليعة الشبابية الشعبية في مواكبة نضال الشعب المغربي، وطرح إجابات نظرية وعملية للوضع المزري الذي يعيشه هذا الأخير. 
ثانيا، إن تخلف وعجز كل من الأحزاب السياسية والقيادات النقابية المافيوزية عن تأطير النضالات العمالية والشعبية، بل التواطؤ المفضوح في خدمة النظام السياسي القائم، دفع بالطلائع الشبيبية المنفصلة عن هذه الأحزاب المشاركة في جرائم النظام القائم عند كل انعطافة أو بوادر تفجر الصراع الطبقي بين النقيضين إلى تبوء الصدارة في الاحتجاجات الشعبية والمشاركة الكثيفة بها. لكن ما يعاب عنها، هو عدم القدرة على تحمل المسؤوليات النضالية اتجاه شعبنا، بل ساهمت في تحويل الأحداث إلى كم هائل من المشاهد وتمثيل بفعل شروط الإنتاج المعاصرة، والتطور الكبير لتكنولوجيا المعلومات، وهو ما يتفق والأشكال الجديدة للاضطهاد والاستغلال الطبقيين.
من خلال كل ما تقدم، يطرح السؤال الآني والجوهري، ما العمل حتى تحقيق الغايات التي من أجلها تفجرت وتتفجر على إثره الانتفاضات الشعبية العفوية، وهو ما يخدم بنهاية المطاف، تغيير موازين القوى الطبقية لصالح عموم الشعب المغربي وفي مقدمته، الطبقة العاملة المغربية؟
بدء، لابد من وجود المناضل الجذري المبدئي الذي ينخرط في معمعان الصراع الطبقي وسط الجماهير الشعبية واحتجاجاتها الشعبية "العفوية"، بما لا يجعل تضحياتهم تذهب سدى، بل يجعل النقيض الطبقي يسقط في تناقضاته ويبعثر أوراقه. وهو ما لا يتأتى كذلك إلا من خلال قيادة ثورية منظمة تتمرس في خضم هذا النضال الطبقي وفي ربط جدلي ما بين النظرية والممارسة الثوريتين. "يتأكد أن قوة الفاعل الحقيقي لقلب موازين القوى لصالح قضيته للتقدم في سيرورة عملية التغيير في كل انتفاضة شعبية هي التنظيم الثوري، هي الوجود الفاعل المنظم والقيادي المحمل بمبادئ واضحة وببديل جذري.. ففي غياب ذلك، عشنا ولازلنا نعيش الانتكاسات وننتقل كشعب، عمالا وفلاحين وطلبة وتلاميذ ومعطلين..، من السيئ إلى الأسوأ، اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا". إننا أمام تحد عظيم، فإما أن نكون أو لا نكون..
إننا مطالبون بقطع الطريق على كل الأطروحات الرجعية والشوفينية والظلامية، ومطالبون كذلك بأن نكون منظمين الى جانب ومع تطلعات وتضحيات الشعب المغربي والطبقة العاملة، وإلا سنكون في نهاية المطاف بجانب الرأسمال شئنا أم أبينا...
عاشت نضالات الشعب المغربي..
المجد والخلود لشهداء شعبنا المكافح..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق