2017/06/21

رحمة بنقدور // صور من ذاكرة الشعب المغربي/ يونيو 81: لن ننسى أبدا.

في ذكرى انتفاضة الشعب المغربي ليونيو 1981، نوجه تحية الإكبار والإجلال لشعبنا البطل والمقاوم.

فتحية المجد والخلود لآلاف الشهداء الذين قضوا نحبهم بأبشع الوسائل القمعية على يد النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي القائم بالمغرب.
وتحية خالدة للمطمورين في المقابر السرية والجماعية (طريق تيط مليل، حي الفرح، مقبرة بن مسيك...) ولشهداء الأقبية الباردة ببنك المغرب ومفوضية الصخور السوداء والنواصر...
تحية العزة والكرامة لمئات الجثث المتناثرة في الشوارع ولعشرات المقتولين بالرصاص الحي بثكنة عين حرودة في سادية قل نظيرها، ولآلاف مؤلفة من جرحى ومعطوبين لم يقصد أغلبهم دور الاستشفاء خشية الاعتقال وتنكيل الجلادين، جلادون كان من بينهم ذوو الوزرة البيضاء، كما كان الشأن سابقا في 65 وكما لاحقا في 84.
تحية النصر للعمال، منتجي الثروة الحقيقيين، والرازحين تحت نير الرأسمال، الذين شنوا الإضرابات القطاعية يوم 18 يونيو، ثم 20 يونيو خلال الإضراب العام، وتحية المجد والخلود لأبطال إضرابات المناجم والمصارف والسكك والموانئ، متاريس الانتفاضة والشبح المرعب المخيم على البورجوازية.
تحية النضال والصمود لعائلات المعتقلين الذين لم يتخلوا عن أبنائهم، بعد حملات اعتقال واسعة وغزيرة ومتفرقة في الزمان والمكان لقطع دابر الانتفاضة وتحييد قوتها الضاربة.
والخزي والعار لأوشفيتز/ المغرب التي شهدت على قضاء العشرات من معتقلي كاريان طوما لحتفهم خنقا في نسخة بشعة للنازية، ربيبة البورجوازية الدموية.
ومزبلة التاريخ لكل من تواطأ في اعتقال الناس من الشارع بشكل اعتباطي تحت إغراء المال الذي ساهم في إطلاق سراح أبناء "المحظوظين"، كما هو الشأن في عقب كل انتفاضة لما انتعشت تلك السوق القذرة التي بموجبها تم إطلاق يد أعوان السلطة للاغتناء على حساب توسلات العائلات المكلومة.
الخزي والعار كذلك للقضاء الطبقي الذي لم يقل دوره قذارة عن دور الادعاء العام والبوليس والجلادين، حيث شهدت البيضاء محاكمات قياسية للمئات من المتظاهرين، بعد محاضر وقعت على بياض تحت التنكيل والتعذيب وحيث لم تكن هناك حاجة للاجتهاد من طرف من اطلع عليها ليتبين تضارب مضامينها وظروف الزمان والمكان المحيطة بها للتيقن من بطلانها مضمونا كما شكلا.
الخزي والعار للنظام وأبواقه بعد إعلان عشرات القتلى (فقط) ونعت ضحايا الهمجية بما يبخس نضالات الشعب المغربي المنتفض.
الخزي والعار، أمس كما اليوم، لنكافات العهد القديم والجديد، لمروجي أكذوبة المسلسل الديمقراطي والسلم الاجتماعي والوحدة الترابية، الخزي لأبواق النظام، أمس كما اليوم، المجملين قبحه والحاملين عرشه على جثث المقاومين الأشاوس.
لن ننسى أبدا.
تتبقى لدينا هذه الصور لنعزي أنفسنا بإمكانية ثورة هذا الشعب ولنعلم، اليوم كما الأمس، بأن النظام يرتجف أيما ارتجاف من القوة الضاربة لأية انتفاضة شعبية، ولنعتبر ونتخذ من دروس يونيو 81، كما قبلها وما بعدها، دروسا تفيد في بلورة الفعل الثوري المجدي والحاسم لقلب موازين القوى لصالح الجماهير الشعبية وعلى رأسها الطبقة العاملة، حتى لا تذهب هذه التضحيات وما تلاها سدى، وحتى لا تبقى دماء شهدائنا على الإسفلت.
مجلد من الصور، مطبوع على صفحات ذاكرتنا الحية، ليذكرنا بمكر القوى الإصلاحية المساومة على أنقاض الجثث ومعاناة المعتقلين والمهادنة للبورجوازية المحلية اللقيطة، الهجينة، التبعية واللاوطنية، والتي تتعارض مصالحها بشكل جذري مع مصالح الشعب المغربي في التقدم الاجتماعي.
تبقى في خزان ذاكرتنا المتقدة كل هذه الصور، لنتيقن بأنه لا نصر لأية انتفاضة بدون طبقة عاملة منظمة، بدون حزبها الثوري، الماركسي اللينيني.

رحمة بنقدور – المغرب/ 20 يونيو 2017.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق