دخل عمال شركة "لير أوطوموتيف المغرب" يوم الخميس 22 يونيو 2017 في إضراب عن العمل لما يزيد عن ثلاث ساعات ونصف، من الساعة الرابعة بعد الزوال إلى
السابعة والنصف مساء، كشكل احتجاجي ضدا على قرار الإدارة الجائر بخصوص عطلة عيد الفطر، والذي يقضي باعتبار يوم السبت هو يوم عمل عادي مهما يكن يوم عيد الفطر، الأحد أم يوم الاثنين، مع عدم أخذها بعين الاعتبار واقع وظروف العمال، خصوصا وأن الغالبية العظمى منهم يقطعون مئات الكيلومترات للسفر. وهو الأمر الذي يتطلب يوما كاملا من السفر، خاصة إذا كان عيد الفطر هو يوم الأحد. الشيء الذي لم يستسغه ولم يتقبله جميع العمال. فجاء الرد سريعا بالنظر للسخط والتذمر الكبيرين اللذين سادا عند جميع العمال نتيجة الأوضاع المزرية المعاشة داخل الشركة. وما القرار الأخير إلا بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس.
وتعتبر هذه الوقفة كذلك استمرارا لمجموعة من الأشكال والوقفات الاحتجاجية السابقة التي خاضها العمال بهذه الشركة على أرضية مجموعة من المطالب العادلة والمشروعة والتي لازالت عالقة.
وقد خلقت هذه الوقفة الاحتجاجية مع الإضراب عن العمل حالة استنفار قصوى داخل الشركة. إذ بمجرد ما علم مسؤولو الإدارة بالأمر، وهو الخبر الذي "نزل" عليهم كالصاعقة، تبعثرت كل أوراقهم وسقطت حساباتهم. فهرعوا من "كل فج عميق"لاحتواء الوضع. واكتسحوا أماكن تواجد العمال ومعهم كالعادة البيادق المعروفة لما يسمى بمندوبي العمال في محاولة لإضفاء المشروعية على هذا القرار الجائر، وكذلك لتهدئة الأوضاع وثني العمال عن اتخاذ قرار الإضراب والشروع في العمل.
وقاموا بجمع العمال حسب وحدات الإنتاج كل على حدة مستفسرين إياهم عن سبب توقفهم ودعوتهم إلى استئناف العمل فورا بلغة لا تخلو من التهديد والوعيد، ريثما يناقش الأمر مع مدير الشركة، وهلم جرا من الأكاذيب والكلام الفارغ، كما هو معروف دائما على هؤلاء المندوبين/السماسرة.
وأمام الصمود البطولي الكبير الذي عبر عنه العمال، انكشفت مؤامرتهم أمام الجميع وباءت محاولاتهم بالفشل، أي محاولة احتواء وتكسير أي فعل نضالي. ولما فشلت بيادق الإدارة في شخص هؤلاء المناديب في القيام بالمهام الخسيسة الموكولة لها، جاء دور المسؤولين داخل الشركة، ويتعلق الأمر بكل من مدير الموارد البشرية والمدير العام ومجموعة من عملاء الإدارة. وقد وصلت الوقاحة بمدير الموارد البشرية الى استقدام العون القضائي لبدء إجراءات الفصل وفق المدونة المشؤومة للشغل بتلفيقات صورية (الخطأ الجسيم وتكبيد خسائر للشركة). إن الحضور الاستفزازي لهذه الجوقة شكل حافزا إضافيا لصمود العمال وتمسكهم بمطالبهم العادلة والمشروعة.
وبالفعل استمر العمال في إضرابهم عن العمل رغم كل التهديدات والضغوطات والاستفزازات التي مورست عليهم.
وبعد أن تبين لإدارة الشركة أن العمال عازمون على الاستمرار في إضرابهم حتى النهاية، وخوفا من أن تأخذ المعركة أبعادا أخرى، انسحب جميع مسؤولي الإدارة رفقة بيادقها مما يسمى مندوبي الأجراء.
إن وحدة العمال وصمودهم دفعا الإدارة الى الخضوع لمشيئة العمال والاستجابة الفورية لمطلبهم. إذ عاد المدير العام الى وسط العمال لإبلاغ الجميع بقبول مطلب العمال وحاول تغليفه بلغة دينية حتى لا يكون انتصار اليوم فاتحة عهد جديد وسط الشركة.
إن الصمود البطولي الذي أبان عنه جميع العمال هو الذي فرض على إدارة الشركة الرضوخ للأمر الواقع. لقد انتصرت المعركة بفضل عزيمة وإصرار العمال وتضامنهم/اتحادهم، من أجل حقهم العادل والمشروع المتمثل في إقرار/فرض يوم السبت يوم عطلة.
إن وحدة العمال واقتناعهم بعدالة مطالبهم أقوى سلاح لردع الباطرونا، واستمرار يقظتهم خطوة إضافية لقطع الطريق أمام المتربصين وعملاء الإدارة وكذلك لقطع الطريق على الأساليب الانتقامية لإدارة الشركة لاحقا.
إنه انتصار لكل المأجورين من جهة وهزيمة لإدارة الشركة وعملائها من جهة أخرى.
فلا مناص للعمال من الاتحاد والصمود..
مرسلة من طرف Operateurs Learautomotive
شارك هذا الموضوع على: ↓