كل الفئات المفقرة والمضطهدة والمستغلة ومهضومة الحقوق والمقصية
والمحكورة من الشعب المغربي تقف معلنة التحدي والصمود والتجاوز في الميدان، في الساحات وفي الشوارع عبر كل الأشكال النضالية من مسيرات ووقفات تندد وتدين وتفضح جرائم النظام القائم المتعددة، من نهب لثروة المغاربة (فوسفاط وذهب وفضة...) ومن تبذير وسرقة لصناديق وبنوك وميزانية الشعب وتهريبها). كل الجماهير الشعبية المضطهدة تقف ضد تخريب التعليم العمومي والصحة العمومية، حيت إغلاق المدارس والأحياء الجامعية والمطاعم والداخليات وتشريد الكبار والصغار وحرمانهم من التعليم والصحة والسكن اللائق، بل وصل الأمر إلى حد قتل الأطفال (الطفلة إيديا ومنير وخديجة طفلة صفرو)، وتقف ضد الإجابة الوحيدة التي يتقنها النظام اللاوطني اللاشعبي اللاديمقراطي، إجابة القمع والاعتقال والتعذيب والاغتيال والحط من الكرامة والتفنن في ممارستها لمواجهة انتفاضة الشعب المغربي المتفجرة في الريف وباقي المناطق المغربية للحفاظ على مصالح التحالف الطبقي المسيطر ومصالح الإمبريالية باعتباره وسيطا وتلميذا نجيبا في تنفيذ مخططات التحالف الثلاثي الصهيوني الرجعي الإمبريالي، كحل وحيد للأزمة البنيوية للرأسمالية التي كانت بدايتها (المتكررة قبلا وبعدا) في 2006 وعرفت أوجها في 2008-2009 ولازالت مستمرة.
إن تشبث الجماهير الشعبية بمطالبها المشروعة رغم محاولة الترهيب والتشويه عبر نشر صور الرعب والتعذيب الذي تعرض له المعتقلون السياسيون سواء أثناء الاعتقال والاختطاف والاستنطاق والتحقيق أو أثناء تواجدهم في السجن كما حدث أخيرا، يحيلنا إلى سجن/سجون/أقبية أشرس الأنظمة الرجعية العميلة. هذا التشبث يعبر بشكل جلي على:
أولا، فزاعة الخوف التي تخلص منها الشعب المغربي؛
ثانيا، الثقة في النظام وشعاراته التي انعدمت بالكامل؛
ثالثا، تطبيل الأحزاب السياسية الرجعية والإصلاحية (القديمة والحديثة) للنظام وتزيين وجهه في جل المحطات الذي لم يعد يوقف الجماهير أو يخدعها؛
رابعا، تحقيق المطالب (التوزيع العادل للثروة الكرامة الحرية المساواة الفعلية العدالة الاجتماعية وتوفير شروط العيش الكريم ومحاربة الفساد والظلم والفقر والاستغلال...) لا يمكن أن يتحقق دون انتفاض ضد هذا النظام، وبدون إسقاطه، وبدون تغيير جذري للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؛
إن الجماهير قد تعلمت واقتنعت بأن تحقيق مطلب بسيط من قبيل فتح مسالك طرقية والوادي الحار والمستوصف... الخ، أصبح مستحيلا في ظل سيادة هذا النظام الرجعي..
ولإثبات أن المطلب البسيط أصبح تحقيقه مستحيلا، سأثير ما وقع في حق الطفلة خديجة من صفرو ولجثتها. لقد حذرنا كمناضلين من هذه الممارسة، بل فضحناها وقلنا إن تمت فهي جريمة ثانية في حق الطفلة بعد جريمة القتل التي يتحمل النظام مسؤوليتها.. وقلنا إنها ستكون تكرارا لما وقع مع جثة الشهيد الشايب، حيت الدفن كان سريا وكان تهريب الجثة لتفويت فرصة التأبين النضالي على الجماهير الشعبية والمناضلين، وكما وقع مع جثت شهداء الحسيمة الذين تم إحراقهم بعد قتلهم لإخفاء الجريمة.
لقد قام ممثلو النظام محليا بالنصب على العائلة بعدما تسلموا الجثة/الجثمان من المركز الاستشفائي الجامعي (chu) ووضعوا أفراد العائلة في سيارة خاصة تابعة للعمالة والجثة في سيارة الإسعاف. وفي طريقهم ادعى السائق أن هناك عطب في السيارة دفعه إلى التوقف، مما أعطى فرصة لسيارة الإسعاف لتحويل المسار وربح الوقت. وذلك لضرب/نسف التنسيق والتهييء بين المناضلين والعائلة والجماهير الشعبة التي كانت مستعدة للمشاركة في المسيرة التأبينية للشهيدة خديجة، وحتى لا تتحول تلك المسيرة إلى إدانة ومحاكمة النظام .
هذا علما أن ممثلي النظام قد استنفروا وتجيشوا في سرية الى جانب جمعياتهم وبلطجيتهم وإعلامهم و"مناضليهم" وحقوقييهم للتصدي ولو بالقوة للمناضلين الحقيقيين. وفي هذا السياق كانت هناك محاولة لتشويه المناضلين الذين كشفوا الخطة وانتقلوا على وجه السرعة إلى المقبرة.
وتجدر الإشارة في الختام الى أن دفن الجثة أو التخلص منها واختراق الأشكال النضالية وتشويه المناضلين وصنع الأبطال الورقية لا يعني نزع الفتيل بالنسبة للساكنة والعائلة والمناضلين أو انتهاء الأشكال النضالية وقطع الطريق المؤدي إلى الجماهير الشعبية.. لأن الأصل/الأرضية يكمن في التناقضات القائمة في الواقع، والتي لها جذورها في التاريخ بين من يملك ومن لا يملك، بين المستغل والمستغل، بين العمال والفلاحين الفقراء وعموم المحرومين وبين التحالف الطبقي المسيطر.. وحل هذا التناقض مرتبط بصراع طبقي طاحن ستنتصر فيه الطبقة العاملة حاملة المشروع التاريخي البديل..
نعم للتقدم ولانتصار الجديد الثوري على القديم الرجعي...
شارك هذا الموضوع على: ↓