في ظل ضعفنا، الوطن أخذه السعال من كثرة الوعود... فباتت جراحنا تعشق المسكنات، وتنسج أطياف الضياء، وتخيط ثوبها على مقياس الظلام... فلا شك، إن طال الحال سنصبح قربانا للأشباح..
.
.
في هذا الزمان، اقتنعنا بالموت يستبيح الفقراء، حتى وإن جاد حفار القبور بحفنة تراب على أجسادنا المحروقة.. فالقدر يتسكع كجلاد يحرث اللحود بالمعاول ويأذن للرياح أن تحمل الرفات... وأحياء أموات يصرخون.. عفوا يا موت، هذه بلادي.. الرجاء لا يكفي... والصراخ لن يهز سكون الأموات...
لقد تعلمنا كيف نكفن دموعنا... فاسألوا إذن لماذا الريف لا يبكي، رغم أن كل شيء هناك بارود ونار؟!! فحتى الطيور هناك تغادر أعشاشها.. إنه هول الرصاص.. أنسانا الشتات كم كان الوقت يمضي على عجل، ونحن نجمع أشلاءنا... واليوم، أدركنا جيدا كيف يصبح جسد واحد وليمة سهلة لديدان مجتمعة. كل هذا والعابثون ماضون، سكارى في مواسمهم "النضالية"، على وقع الشعارات وأقداح الجراح بدون حياء... فبالأمس، نهضوا من قبورهم يحملون باليد اليمنى مشعل الحرية زورا.. واليد اليسرى تحمل "قلما" يذبحون به أعناق أبناء وطني...
فيا أيها الهاربون من الموت، اغتسلوا بماء "الحقيقة"، واحفروا قبوركم وكفوا عن الضجيج.. فإنكم المطر والنار في آن واحد...
النخيل لا تنحني... فحتما، سأكتب يوما قصة شعب خط فوق جبين الظلام طريق الضياء.. وهكذا شاء التاريخ أن يزيل من العقل الضلال وينتزع الفجر من الأفق ...
شارك هذا الموضوع على: ↓