بدون مقدمات أو لغو زائد، فخوض الإضراب عن الطعام بمبدئية من أجل قضية عادلة تعبير عميق وصادق عن حب الحياة الكريمة وإخلاص للقضية.
إن الإضراب عن الطعام لا يعني الانتحار أو المس بالحق في الحياة. أن تضرب عن الطعام داخل السجن يعني أنك ترفض الذل وترفض الرضوخ للأمر الواقع الذي يغرقك في مستنقع المهانة.
إن الإضراب عن الطعام شكل نضالي من أجل إسماع صوت المعتقل المناضل ومن أجل فرض مطالبه وخدمة قضيته. فليس له من سلاح غير ذاته/حياته لصنع الانتصار على الجلاد وانتزاع مكتسبات تغذي صموده. ويحملنا المناضل المضرب عن الطعام مسؤولية الانخراط في معركته/معركتنا، كل من موقعه وحسب إمكانياته. وبدون شك، فإنجاح هذه المعركة يتوقف على صمود المناضل المضرب ومبدئيته، وكذلك على التحضير الجيد للمعركة، وخاصة التنسيق مع المناضلين والتعريف بالقضية إعلاميا، لشحذ التضامن وفضح جريمة النظام المسؤول الأول على كل ما قد يترتب عن الإضراب عن الطعام. فالمناضل المضرب قد أجبر على ركوب رهان/تحدي إجرام النظام. فإما حضور مشرف أو "غياب" مشرف، وهذا الأخير بدوره حضور مشرف، بل حضور بمعاني القوة والجرأة والصلابة... إن "حياة" الذل موت حقير وجبان ("الموت"/الاستشهاد ولا المذلة)..
أما اللغو، أي الإضراب عن الطعام حلال أو حرام أو مس بالحق في الحياة، فأسلوب ماكر للتهرب من المسؤولية، وقد يدل على التواطؤ مع الجلاد ضد المعتقل، وعلى تكريس الوضع المرفوض داخل السجن وخارجه..
طبعا، كل أشكال إثارة العواطف وكسب الدعم من أجل إبراز الذات وتحقيق مكاسب شخصية بالكثير من الذل، مرفوضة. وأكثر من ذلك، فإنها تسيء الى الفعل النضالي، سواء كان الإضراب عن الطعام أو مسيرة أو وقفة أو إضراب عن العمل... كما أن خوض الإضراب عن الطعام والتظاهر بالمرض والسقوط وأشياء أخرى، يعبران عن التحايل الصبياني المكشوف. والنظام أدرى بألاعيب الجبناء والمتملقين (يقدمون الولاء ورسائل الاستعطاف بالليل والنهار). لقد خاضت الشهيدة سعيدة المنبهي الإضراب عن الطعام بكل عنفوان وأنفة، واستشهادها ميلاد جديد، ميلاد أبدي وخالد.. وهو نفس ميلاد الشهداء الدريدي وبلهواري وشبادة والمزياني والخلادي...، والعديد من شهداء القضايا العادلة، ومن بينها القضية الفلسطينية.
كل التضامن مع المعتقلين السياسيين المناضلين المضربين عن الطعام داخل سجون النظام، من أجل قضية الشعب المغربي المكافح..
شارك هذا الموضوع على: ↓