وضعت يدي على جرحي لأتدفأ على دمي الذي صار جمرا يغلي....رسمت هدفي بتقاسم كنوز الأرض و السماء مع الكادحين..ربما أعلنت موت السماء سابقا..أما الآن
فأعلن الصراخ بدماء حارقة..أنا شاب أعلنت الحرب ...اكتفيت من الرماد ...لا أريد العيش مع الوهم ..لهذا أحاول الخروج من هذا النفق المظلم..فأنا عندما أشعر بالخوف أنام بجانب الثعبان لنتبادل أطراف السم.....
لطالما كان الموت مجانيا و سهلا...فالشيئ الوحيد الذي كرهته في الموت هي مراسيم الدفن أعتبرتها مسرحية هي أخرى لا غير..فقد تتغير أماكن دفن رفاتنا ..و قد نحظى بجنازة مهيبة أو عادية ..إلا أنني لحد الآن لا أعرف بأي قبر وضعوا جتثي ..فعلى ذمة الشهود ،و كما جاء في محضر وفاتي ..لقد وجدوا رأسي معلقا بمقصلة..
لكنهم تسآلوا كيف مات؟
لقد مات و كفى..
ببساطة لقد مات موتا ناعما ..
موتا لا يشبه الموت الكامل...
بل يشبه ظله الذي رافقه على الأرض....
موت يشبه الثمار المتساقطة على الأرض التي تبتلع ضحاياها..
ليس كالموت الذي يسرق الروح و يترك الجسد ذليلا...
لطالما اعتبرت أن الموت الناعم يستغرق وقتا....
لهذا كانت خطواتي في الحياة واضحة...و أفكاري صريحة....تفقدني الوعي بعض الأحيان..لكني كنت أردم المسافات بزرع السنابل على البوابات..لكن هنا ..و في هذه اللحظة..أحث نفسي على اكتشاف عالم الخلد بالمجان....بعيدا عن العوالم المجهولة..
فقائمة الإنتظار طويلة...لا يمكن التكهن بزرع بذور الأماني و هي تتأرجح ببطئ ..لكن ما علي سوى كسر الضجر...لذا صار الدفئ بعينيَّ لمسافة قصيرة....و شعرت كما لو أن هناك..جزء مني يريد البقاء...لأحقق ولادتي الجديدة...
لكن هذه الولادة الجديدة تفزعني...فهناك صفحات فارغة كان علي ملأها قبل موتي بأسرار كتمتها على روحي....لكن يمكنني أن أتذوق طعم الجحيم لأنه يسري بعروقي حينما تناسلت الأرواح التي طرزت جروحي المتقيحة...و انتظرت بفارغ الصبر لحظة الخروج و كأنني أموت فقط بالعالم الإفتراضي...
أعرف أن قوافي غير مطابقة للنص...و حفنة أفكاري غريبة عن الواقع..لكن اعتبروها مشاعر ضحلة بيني و بين الحياة ..لأن هناك من أعطى للحياة أفضل سنوات عمره و تذوق منها المرارة ..و هناك من لا يستطيع الموت الجبان النظر الى عينيه..و هناك من بحاجة فقط الى قفاز لخنق نفسه....
شارك هذا الموضوع على: ↓