2017/10/23

أحمد بيان// لنمارس السياسة بقوة..

كفى من لعبة "الغميضة" السياسية..

كفى من "الهواية"!! كفى من السياحة.. كفى من "الترف"..!! كفى من النفخ في "الديمقراطية" كشعار بورجوازي، وكذلك شعارات الحرية وحقوق الإنسان، وباقي شعارات النظام الزائفة.. 
لنخض في صلب الموضوع.. والموضوع وصلبه في المجال السياسي هو الوصول الى السلطة السياسية وممارسة السلطة السياسية، وكل من الموقع الطبقي الذي يناضل منه.. فالنقابة، أو العمل النقابي واجهة نضالية لابد منها؛ وكذلك الجمعية، أو العمل الجمعوي.. إنها بعض (وليس كل) آليات الفعل والارتباط بالواقع..
إن المناضل عموما "نقابيا أو جمعويا"، مناضل مهتم بقضية شعبه. وقضية شعبنا جزء لا يتجزأ، وفي مقدمتها قضية الطبقة العاملة، الطبقة الثورية حتى النهاية. قد يهتم مناضل بحقول نضالية أو معرفية معينة أكثر من غيرها، بسبب أو حسب "تخصصه" في مجال من المجالات، سياسية أو نقابية أو جمعوية.. لكن لا يعفيه ذلك من اتخاذ الموقف السياسي المناسب من النظام القائم في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة.. كما لا يعفيه ذلك من "التخندق" السياسي بالواضح الى جانب هذه الجهة السياسية أو تلك.. لا مجال للعب على الحبل، أو الانزياح للعتمة أو المساحة الرمادية، أو ممارسة لعبة "الغميضة" السياسية..
ويبدو، بل هناك جنود مجندة لممارسة التضليل في أبشع صوره.. جنود تدفع نحو نسيان/تناسي الأمور الجوهرية في المجال السياسي، وبالتالي تسليط الأضواء على الهامشي منها، بما في ذلك العاطفي.. فمازال هناك من يفرض نفسه على الكاميرات، وهناك من الكاميرات من تفرض نفسها على زبنائها من أسماء الواجهة التي تقتات على الصورة وعلى المناسبات الهامشية، بما في ذلك تأثيث الفضاءات العمومية والخاصة.. 
وأعتقد أن اعتبار هؤلاء "المرضى" "جنودا" يفوق حقيقتهم كبهلوانات تمارس "الفرجة" من خلال شعارات متجاوزة وكذلك هواية التقاط الصور بشكل فظيع يطعن في الصميم القضية التي نناضل من أجلها.. فبدل أن يتجه الاجتهاد الى عمق الإشكالية، يتم البحث باسم القضية النبيلة عن أشكال الإثارة والتميز.. بئس "الجنود"، وبئس التجند، وبئس جنود الذات المريضة..
لا أقول أن قضية الاعتقال السياسي، مثلا، قضية هامشية. إنها قضية طبقية، وتعد ضمن أولوياتنا النضالية. لكن في نفس الوقت لا يجب ان تنسينا ما يمور في الحياة السياسية وما يحاك في حق الجماهير الشعبية المضطهدة، وخاصة العمال، من مؤامرات وجرائم.. ومن لا يربط بين قضية الاعتقال السياسي والقضية الأم، أي قضية العمال، فإنه يرتزق على حسابها، ويستحق الإدانة والفضح..
كما تلاحظون، فالنخبة المريضة مهتمة حتى النخاع، بالوقفات المعزولة أمام البرلمان (التقاط الصور و"التنبدير" أمام الكاميرات والإدلاء بالتصريحات التي لا تقول شيء...)، وفي أحسن الأحوال أمام عكاشة، لكنها غير مبالية بما يحاك في الليل والنهار داخل البرلمان وحتى داخل سجن عكاشة نفسه.. وما يثير الاشمئزاز هو ادعاء الدفاع عن المعتقلين السياسيين، وبالتالي تهميش عدد كبير منهم وعائلاتهم (بسبب الموقف السياسي) والاهتمام فقط بالبعض (بسبب الموقف السياسي)، وكأن البعض "أجمل" من البعض الآخر.. بل وكأن للبعض عيون زرقاء أو خضراء أو سوداء (حسب مزاج الشعراء)، والبعض الآخر بدون عيون حتى!!
أيها الرفاق، أيها المناضلون، لا تدعموا من لا يستحق الدعم.. لا تدعموا الإمعات.. لا تدعموا البهلوانات المزركشة.. إنهم يقتلون القضية.. إنهم يقتلون المعتقلين السياسيين المناضلين
لندعم كافة المعتقلين السياسيين.. لندعم كافة العائلات.. لندعم المضربين عن الطعام في كافة السجون.. لنخدم قضية الاعتقال السياسي كقضية طبقية..
ومن يخدم قضية الاعتقال السياسي من هذا المنطلق، فإنه يخدم قضية شعب..
إن شعبنا واحد بالحسيمة وزاكورة وبني ملال وأزيلال...
إن الحسيمة وزاكورة لا تحتاجان الى رفع "كارطونات" أو "بيدوزات" أمام البرلمان من طرف "محترفي" المناسبات والتضليل، عن وعي أو بدونه.. الحسيمة وزاكورة وكل مناطق المغرب في حاجة الى أداة سياسية مناضلة ومكافحة تخوض الحرب الطبقية الى جانب الجماهير الشعبية المضطهدة من عمال وفلاحين فقراء ومعطلين ومشردين.. أداة سياسية منظمة ومؤطرة وحاضرة في كل المعارك النضالية.. أداة سياسية معبرة عن إرادة الشعب برمته في التغيير الجذري.. وكل المناضلين معنيون ببناء هذا الصرح النضالي الذي بدونه سنبقى نجتر معاناتنا وويلات شعبنا، وفي أحسن الأحوال، نمارس "الفرجة".. 
إننا وفي أجواء ذكرى ثورة أكتوبر 1917 العظيمة، الثورة الاشتراكية، الثورة التي نجحت بفضل التنظيم المبدع، ندعو المناضلين الثوريين الى معانقة قضية العمال شكلا ومضمونا بعيدا عن "ألوان قزح".. فلا مجال لتبرير العجز أو الضعف.. نحن الآن أضعف من الضعف في شتاتنا، وسنكون أقوى من القوة في اتحادنا.. لنترجل من أبراجنا العاجية، لننخرط في معارك أبناء شعبنا من عمال وفلاحين فقراء.. لماذا نترك المجال فارغا للبهلوانات لتمارس الفرجة القاتلة؟ نحضر في صمت ونراقب المهازل أمام أعيننا في صمت.. 
احترفنا الحضور والمتابعة عبر الفايسبوك وقنوات التواصل الاجتماعي.. إنها واجهات إعلامية مطلوبة، لكنها غير كافية.. ومن يكتفي بها سيظل معزولا في "السماء" بعيدا عن "الأرض"، وبعيدا عن الواقع الحي والمتفاعل.. لنحضر أيضا في الواقع، ولنرفع التحدي.. لنتواصل على أرض الواقع.. إنه التحدي.. كفى من الزعيق الممل وادعاء البطولات الزائفة..
لقد قتلوا النقابات وسيجوا مواقع الإنتاج.. واشتروا "الأحزاب" بثمن بخس..
لقد ألقوا شباكهم في البر (وليس في البحر، لان البحر بحرهم)؛ وتراها للأسف تمتلئ عن آخرها بالمرتدين والخونة والمتواطئين من كل صوب وحدب..
فمن يواجه القرارات المذلة في مختلف القطاعات؟ 
ومن يناقش قانون المالية لسنة 2018؟ ومن يتصدى لبنوده المجحفة؟ من يناقش المخططات الطبقية التي تمرر بالواضح وأمام أعين الجميع؟ من يفكك واقع المؤسسات والمقاولات الاقتصادية المتحكمة في رقاب أبناء شعبنا والمنتجة للفقر والبؤس؟
من يفضح التحكم في مصادر الثروة من خيرات في البحر وفي باطن الأرض وفوقها؟
لقد نسي/تناسى الجميع جرائم الإجهاز على التقاعد والتوظيف بالعقدة..
أين تبخرت تلك المسيرات "المليونية" للأساتذة المتدربين وللأطباء المتدربين...؟ 
تبخرت المسيرات "المليونية" الزائفة، وبقي الشقاء والشتات والفرقة.. 
لقد نسي/تناسى الجميع معارك العمال بمريرت وطنجة وورزازات وإمنتنوت... 
لقد نسي/تناسى الجميع الجميع وقضايا الجميع.. 
لنواصل المعركة..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق