أعشق تلك اللحظة التي تملأ روحي بخفقات مجنونة وأنا أتسلل لمعانقة الليل المعتوه... فتلك اللحظة أتوسد فيها كل صور الذكريات التي جمعتني بهذه الحياة..
أسرق كل المشاعر من قلبي فأرسمها بكلمات شامخة تعانق سحاب أيامي القادمة... آخذ فاصلا من الحلم الذي عاد وبقي وفيا لانكساره بقلبي.. يكبر حلم النرجس بروحي وينكسر.. وتطوي الريح أحزان العمر بسمائي فتتساقط مطرا مغمورا بالأسى.. تبكي الورود فتُشَقُّ لها الدروب...
أتساءل أحيانا ما الذي يجعلني على قيد الحياة... ربما الأمل هو من يبقيني على قيد الحياة.. ويبقيني على تواصل مع الحياة مثل الطبيعة... كأنني أتحدى الأشجار... وكأني أقول أيتها الأشجار لنر من منا سيموت واقفا؟!!
فقدنا كثيرا من "رجولتنا"، من "عذريتنا" على هذه الأرض القاحلة.. حلمنا "بالملائكة" و"الشياطين" و"بالإله" نفسه... فأصبحت حياتنا كشوارع ورقية متهالكة، فارغة تطفو على سحابة.. تمطر بحمم من الرغبات والأماني..
على حدود الوجع.. بقيت أنا أطوي المسافات.. وأنا أتعجب من عقلي الذي يرسم في رعشة المحن.. خلف الصدى أتنفس شبح العزلة التي أحرقتها الشموع.. أرسم الكره بأعماق مهجورة يتضخم مع الضعف الخجول فيتمرد... تتأوه ذكرياتي المفقودة في سجلات الحروب... تتدحرج الوحشة من روحي على صقيع ملامحي البعيدة وهذا (الأنا) وجهي يحمل كل قبح الأرض القاحلة على جفاف طفولة تتحمم في براكين تنزف حكاية وطن... تلك (الأنا) مجهولة العنوان لم تتنفس عطر الورد، أثقلت العالم السفلي في شبر غير معلوم..
تلك (الأنا) التهمتها المرارة حد الخواء، سرقتها الفتن، جردها قطاع الطرق من مفاتنها وبصقها الخوف داخل الخنادق الباهتة...
تلك(الأنا) خلقتها الدموع المثقلة بالحرمان المسافرة بمراكب آيلة للغرق لا تنمو شراع أجنحتها الوقحة.. يواريها خجل الجوع يفضحها تخاصم أناملها التائهة.. تلك (الأنا) آثمة تجيد دغدغة بوابات الهاوية ..
تلك (الأنا) تتضاعف أحزانها في زنازين سجنها... تغسل جمرة غربتها بجمرة اللهفة... تكتشف طريق الصعود نحو أكوام الليالي المزروعة شوكا، يزرعها اللصوص فيفسدون حتى زرقة السماء المسكونة أملا...
تلك (الأنا) تعيد تجميل ينابيع الفرح ببراعم الصبح، وترخي رموش سنواتها الخضراء تنغلق أبواب الحزن خوفا من رماد الحرب والذكريات..
شارك هذا الموضوع على: ↓