بعد الخطوات الاستفزازية لإدارة شركة امانديس وتصعيد هجومها على
المكتسبات التاريخية لعمال ومستخدمي الشركة عمدت إلى إلغاء المكتسبات التي كان يتمتع بها مستخدمو القطاع في ظل واقع الفتور النقابي، واستغلالا منها لإفرازات المؤتمر الجهوي الثاني عشر، والذي تم من خلاله تنصيب مكتب جهوي على المقاس، وزج بالقطاع الذي كان الى وقت قريب في ريادة الاتحاد الجهوي الى مراتب دنيا.
لقد كان للإجراءات العقابية الأخيرة ضد أحد أطر القطاع النقطة التي أفاضت الكأس وعجلت بانفجار الوضع. وأصبحت القواعد العمالية تنادي بمعركة الكرامة اسوة بالمعركة البطولية لعمال امانور. إذ سعت إدارة امانديس في مناورات سابقة فبركة اتفاقية جماعية جديدة على المقاس تلغي بموجبها الاتفاقية السابقة التي كان أساسها استرجاع المهن الأصلية بمباركة بعض العناصر الانتهازية.
لقد كان رهان إدارة الشركة على واقع الانقسام لاستكمال مشاريعها التصفوية والتي انطلقت بضرب القانون الاساسي للقطاعات الجامعية وضرب مبدأ الترسيم بعد إدخال التوظيف بالعقدة الى القطاع كتنزيل مباشر لمخططات النظام في تصفية ما تبقى من الوظيفة العمومية.
ولم تكتف إدارة الشركة الاستعمارية امانديس بإثقال كاهل الجماهير الشعبية بفواتير ملتهبة، بل انتقلت الى "ذوي القربى" من عمال وأطر ومستخدمي الشركة عبر الإجهاز على مكتسباتهم (التعويض على الساعات الإضافية؛ منح الديمومة؛ الدرجات؛ الترقية الداخلية...).
إن انطلاق الأشكال النضالية للعمال والأطر والمستخدمين محطة أولية لإعادة الروح الى الجسم النقابي والعمل النقابي الشريف، ولتطوير وخلق أشكال المقاومة من أجل إفشال مخططات الإدارة ومناوراتها والتأكيد على وحدة القواعد العمالية واصطفافها وراء مناضليها المخلصين فعلا. وتعد فضحا إضافيا لكل العناصر التي تعودت على المتاجرة في مآسي العمال والاغتناء من بؤسهم وعلى حساب قضيتهم، ولكل العناصر الانتهازية مهما كان لونها التي وضعت يدها في يد الإدارة لقتل أي مبادرة لفعل نقابي كفاحي.
إن تمسك القواعد العمالية بشعار الكرامة أولا وأخيرا يعكس حجم الفعل الإيجابي للمعارك النضالية الناجحة وتحولها الى نبراس يضيء المعارك اللاحقة. ويقظة العمال ستقطع الطريق بالتأكيد على كل الوصوليين وأزلام الإدارة وكل أعداء الطبقة العاملة.
إن انطلاق معركة الكرامة لعمال القطاع خطوة إضافية لدعم عمال سيتلوم الذين لا زالوا معتصمين أمام إدارة امانديس من أجل تطبيق اتفاقية 2002 .
تتوالى المعارك النضالية بعيدا عن الأيادي البيروقراطية التي تسعى جاهدة الى المزيد من الجمود وتهدئة الأجواء في أفق الولاية الثالثة لمخاريق على رأس الاتحاد المغربي للشغل. وقد أكد عمال القطاع ومناضلوه الشرفاء على وعيهم بضرورة تصعيد النضال من أجل تحصين مكتسباتهم وشعارهم: "لا صوت يعلو على صوت المعركة"...
شارك هذا الموضوع على: ↓