2018/02/09

أوطاط الحاج: عظمة النهب "المقدس"...

ما دفعني لاختيار هذا العنوان هو ما يجري اليوم من محاكمات ومتابعات وتهديد لأبناء جماهير شعبنا المحتجة بمنطقة أوطاط الحاج. والسؤال: لماذا يتعرض أبناء
شعبنا هناك كما هو الأمر في كل البقع الساخنة والمشتعلة للمطاردات والمتابعات وإصدار الأحكام صورية؟ فبالعودة الى ما يجري، لا نجد أي معنى لتلك المحاكمات والمتابعات سوى أن التهمة الحقيقية لشباب وشابات المنطقة ومناضليها ومناضلاتها هي فضح الفساد والنهب المستشري ومناهضة الظلم والتفقير والتهميش. فالجماهير الشعبية بالمدينة والنواحي تشهد كلها بأن مستشفى أوطاط الحاج كان مجهزا. لكنه اليوم تحول إلى خراب، والخراب واضح وضوح اللون الأبيض، ولا يتناطح حول ذلك كبشان. والطاقم الطبي تحول إلى موظفين أشباح وصار المستشفى شبه مهجور، وهو الأمر الذي تسبب في عدة وفيات بمنطقة ينخرها الفقر والتهميش. وتبقى الأسئلة التهمة، المحظور طرحها هي: أين تلك التجهيزات؟ أو من قام بالسطو عليها؟ أو من خربها...؟ 
إنها إحدى عناوين الاحتجاج، بل النقطة التي أفاضت الكأس...
والحالة نفسها تعرفها، وتشهد بها، ساكنة أقواريط، والتي تعرضت أراضيها للنهب والسطو بالمكشوف مع وجود كل الأدلة والحجج الثابتة. وبالموازاة، تعرضت احتجاجات الساكنة للقمع والاعتقال وإصدار أحكام صورية وصلت ستة (06) أشهر سجنا نافذا في حق كل من محمد السهلي وسفيان السهلي بهدف كتم أصوات الرفض والاحتجاج.
 إن تخريب أو سرقة ممتلكات الغير أو الممتلكات العامة والكسب بهذه الطريقة تعاقب عليها كل القوانين في أي نظام كان، ولو أن تلك القوانين لا تتناقض ومصالح النظام القائم. لكن نظاما مبني على النهب وسرقة الممتلكات العامة بطبيعة الحال سيعتبر الكشف وفضح النهب والسرقة والفساد، وكل أساليب الظلم والتفقير والاستغلال والتهميش، تهمة وجريمة يعاقب عليها القانون تحت غطاء صوري لستر الحقيقة الساطعة، ولمنع المساس بالنهب "المقدس"... لأن القوانين التي شرعها لا تتوفر على ما يجرم عملية الكشف والفضح أو الاحتجاج على الجرائم في حق الشعب وممتلكاته العامة. لهذا يتفنن النظام في فبركة الملفات الصورية والتهم الجاهزة...
 إن كشف اللصوص والمتورطين في الفساد والنهب جريمة في ظل النظام القائم... إنه مساس بمقدساته المسكوت عنها، وبإحدى أركانه... وهذا هو واقع الحال، وشرارة الحريق تنتشر... وسيأتي اليوم الذي لن يكون بمقدور الملفات الصورية إطفاءه، لأنه سيتوسع بحجم شساعة الظلم والفساد والنهب والاستغلال... 
فكل مؤشرات الوضع الراهن تنذر بالانفجار...

التوقيع: ابن المنطقة



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق