20‏/04‏/2018

صوفيا ملك // 1- النظرية الثورية أساس التنظيم الثورية.

لماذا نقول أن النظرية الثورية أساس التنظيم الثورية؟
بداية نحن مدعوون بتحديد ما نعنى بالنظرية الثورية للتقدم خطوة من الجواب. إن النظرية الثورية هي فكر سياسي ورؤيا علمية تمكن الجماهير من الفهم الصحيح للواقع ومآله وتناقضاته وموقعها فيه ومصالحها وتناقضات مصالحها مع مصالح الطرف النقيض وطبيعة هذا الأخير، وقوته ونقط ضعفه في كل المراحل، وكيفية تحديد أهدافها الإستراتيجية. وطبيعة ومستلزمات المعركة ضد عدوها، وخطواتها التكتيكية،.. وتصاغ بكل وضوح وجرأة بعيدا عن العموميات، وتحلل وتفسر تعقيدات التناقضات والوقائع بلغة مبسطة مفهومة للجماهير. إنها نظرية تحلل وتفسر الواقع الملموس، بطريقة واضحة ومفهومة لذا الجماهير، بهدف حسم التناقض بين القوى الطبقية الصاعدة والقوى الطبقية المعيقة للتقدم أي بهدف تغييره للأفضل. 
لكن لماذا نربط الأداة السياسية بالنظرية الثورية؟ أولا إن النظرية الثورية لا يمكن أن تكون كذلك، أي ثورية، إلا بتجسيدها في الممارسة أي نقلها على أرض الواقع لتثبت صحتها وصدقها. أي بتحولها لقوة تمكن الجماهير الشعبية من الموقف الموحد من طبيعة المعركة ضد عدوها ومن متطلباتها وأبعادها. ثانيا لكي تتحول النظرية لقوة تمكن الجماهير من خوض الصراع بطريقة واعية ضد عدوها، تحتاج لوسيلة لنقلها إلى أرض الواقع. أو كما قال قائد الثورة الصينية العظيمة، ماو تسي تونغ، تحتاج لقارب للعبور، والقارب هو التنظيم الثوري أي الأداة السياسية الثورية. لهذا لا بد من مواجهة الحقائق بنظرة علمية واضحة وصريحة وجريئة، لا تهاب النقد وعلى استعداد مبدئي لتصحيح الأخطاء والتقويم. إنه الوضوح بمعانيه القوية دون أي غموض أو لبس. 
وبالمقابل ماذا يعني أن نخوض غمار العمل الثوري بدون نظرية ثورية؟ إن الحديث عن العمل الثوري وعن الأداة الثورية دون نظرية ثورية هو حديث عن تنظيم مفتوح على العفوية والارتجالية والتجريبية، إنه التيه، إنه القتال دون القدرة على الوعي بالمنزلقات والأخطاء وما يترتب عنها من تشتيت مواقف الجماهير ولقواها، ذلك مثله مثل قارب دون بوصلة لا يملك أي أداة للتحكم وتصويب اتجاه السير للوصول لبر الأمان. وهو ما يقررللتيه والتخبط. ففي هذه الحالة فشله في الأغلب حتمي ونجاحه تقرره الصدف. أما ما يقرر السير الصحيح والتراكم للنجاح هو الرؤية الواضحة والموضوعية للواقع الملموس. من هنا تبدو واضحة أهمية النظرية العلمية التي يرشد بها التنظيم الثوري في الممارسة ولهذا تعتبر أساس الأداة الثورية. 
وماذا يعني الحديث عن النظرية الثورية دون التنظيم؟ إن الحديث عن النظرية الثورية دون التنظيم أو دون العمل الجاد والمثابرة لخلق ولو جينات التنظيم هو ترف فكري لا غير صالح لاستعراض عضلات "المثقفين"، وما يتم الحديث به، في هذه الحالة، ليس بنظرية ثورية، بل نصوص وأدبيات سياسية مجردة تليق بفقهاء النصوص "الثورية"لإصدار الفتاوى.

صوفيا ملك



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق