أي تواصل والقمع في حالة إنذار دائم؟..
أي تواصل وحملة الاعتقالات السياسية متواصلة؟..
أي تواصل مؤقت أو دائم يمكن الحديث عنه وعن مصداقيته والقاتل يواصل المداهمات والاعتقالات والإرهاب؟
الضحية يطالب بالعيش الكريم وبحقه من ثروات بلاده وبمحاسبة ناهبيها.. ويطالب بالحرية..
الجلاد يخير الضحية بين قبول الموت البطيء أو يميته تحت ذريعة استعادة هيبة الدولة وضمان "الاستقرار" و"السلم" و"الأمن".. وكأن يوما قامت فيه الترسانة القمعية للنظام بعمل يتعلق بالأمن والسلم الحقيقيين.. أو أننا قد نتناسى أن مهمتهم هي ملاحقة ورصد الأحرار، والشرفاء، والمخلصين لشعبنا، وكل فعل نضالي.. وأن متابعاتهم لا تقف عند حد، وعلى استعداد سافل للغدر..
إذا أي تواصل يمكن الحديث عنه بين الطرفين، بين الجلاد والضحية؟ وكيف يمكن تأثيث طاولة لمثل هذا التواصل غير الامتثال صامتا كضحية طيعة وقابلة مسبقا لتصريف أوامر الجلاد؟..
إنه الإجرام.. إنها الديكتاتورية في قمة نشوتها بسفك الدماء..
لكن الجريمة الأبشع هي أن يدبج حماة النظام من "اليسار" وادرعهم النقابية البيروقراطية بيانات وخرجات وتصريحات "نارية" فارغة من أي مسؤولية نضالية غير مسؤولية استدراج الضمني للمنتفضين لقبول والامتثال لطاولة التواصل/الطاعة.. هي أن تدعوا هذه الجماعة للتضامن مع حركة المنتفضين بالتظاهر في الشوارع ويعلوا صوتها بالخطب والشعارات "الملتهبة" والإدانات والاستنكارات.. تفرغ وتمتص غضب الجماهير.. وتعود في الأخير كالعادة لطبيعتها للانحناء أمام أعتاب الجلاد والفاسدين ومصاصي الدماء..
فبدلا أن تجعل من قوة وتضحيات المنتفضين المستمرة أداة ووسيلة لقلب الأمور وإعادتها إلى نصابها.. تنزح كالعادة للتهدئة والإمعان في إزالة كل مظاهر التوتر والاحتقان والحفاظ على الضحية ضحية.
إنها جماعة المهادنة والمساومة من تجار العمل السياسي والنقابي.. جماعة تتكلم بطريقة منمقة لغة البرجوازية العميلة..
إنها حجرة عثرة في طريق تحرر وانعتاق شعبنا..
إنها تستحق الفضح والتعرية كواجب على كل ثوري..
لكن نص الحقيقة الثابتة هو:
شعبنا يواصل المعركة.. وسيواصل المعركة هنا وهناك.. اليوم وغدا..
تأكدوا أن شعبنا سيواصل الاحتجاج.. وسيعود للانتفاض والثورة لأنها مفتاح افتكاك حقنا التاريخي والطبيعي..
اليوم مطلوب العمل على قدم وساق لجعل الملايين تستفيد من النكسات وتتعلم استعمال أدوات الكشف عن الأوهام وأجهزة التضليل.. والاشتغال بجد لجعل عودة الجماهير تتقوى أكثر فأكثر بوعي طبقي وبأداة سياسية تؤطره وتقوده بصدق لبناء مشروعه البديل وتحقيق تطلعاته..
وهذه مهمة الثوار..
مهمة البناء من تحت..
مهمة بناءأداة يسارية حقيقية تقود مقاومة شعبنا في النضال ضد أعدائه الطبقيين..
قيادة تبنى في الميدان، تحت نيران العدو، و وتفرز من صلب المعارك وعلى رأس الفئات والطبقات الشعبية المنخرطة في الصراع، وتتحمل مسؤولية التنظيم والتأطير للجماهير ونهج تكتيك صحيح لخدمة الإستراتيجية الثورية.
فإن كانت حركة الجماهير العفوية ترعب الطواغيت، فبالتأكيد سيكون الأمر أكثر رعبا عندما تكون قائمة وهي منظمة وبجهازها السياسي المتمرس والمرتبط بعمقها النضالي..
شارك هذا الموضوع على: ↓