كل المناضلين يعرفون تاريخ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (UNEM). لا شك في ذلك، لكن المسؤولية النضالية تفرض أيضا متابعة هذا التاريخ/الرصيد في أدق تفاصيله، من أجل صيانته واستشراف مستقبله وآفاقه.
إن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هو تلك الفترات الصعبة التي استطاع فيها هزم القوى الإصلاحية المتواطئة مع النظام وبالمكشوف. كان ذلك وللتاريخ مع مؤتمره الخامس عشر، حيث انتصار التوجه الماركسي اللينيني، أي فصيل الطلبة الجبهويين (الحركة الماركسية اللينينية المغربية). إنه الميلاد الحقيقي للاتحاد، وليس قبل ذلك؛ إنه الميلاد تحت الرصاص. ومن الطبيعي أن يسقط شهداء الاتحاد من بعد وليس من قبل...
كل المناضلين يعرفون تاريخ الميلاد وتفاصيل ما بعد الميلاد، من حظر ومن استنزاف (اغتيالات، اعتقالات، مضايقات وتشريد...)، ومن استمرار لشعلة الاتحاد حتى المؤتمر السادس عشر (مؤتمر الانتكاسة)...
بعد ذلك، كل المناضلين يعرفون ملابسات المؤتمر السابع عشر وما بعدها...
فصائل، بل شعوب وقبائل...
والخطير هو تسلل القوى الظلامية الى صفوف الاتحاد، ضدا على مبادئه، ومنها بالخصوص التقدمية والديمقراطية...
والخطير أيضا هو اختفاء جيوش من "المهللين" و"المطبلين" و"مرضى" النجومية...
والفظيع هو التحاق الجبناء بمعسكر النظام وأزلام النظام...
لكن، ورغم ذلك، لم يمت الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. لقد قاوم قمع النظام وإجرامه (اغتيال الشهداء الدريدي بوبكر وبلهواري مصطفى وشبادة عبد الحق، واللائحة طويلة) ومخططاته الطبقية الماكرة، وكذلك مؤامرات القوى الإصلاحية وجرائم القوى الظلامية والشوفينية، ومنها جريمتي اغتيال الشهيدين محمد بنعيسى أيت الجيد والمعطي بوملي (فاس ووجدة)، وجريمتي اغتيال الشهيدين عبد الرحمان الحسناوي ومحمد الطاهر السيساوي (الرشيدية ومكناس)...
قاوم الاتحاد وصمد من خلال نضالية وكفاحية النهج الديمقراطي القاعدي وريث التوجه الماركسي اللينيني (الحركة الماركسية اللينينية المغربية)، وفي مواقع جامعية متعددة.
المجال هنا ليس لتوزيع النياشين أو لإلقاء الورود على هذا الموقع الجامعي أو ذاك... لقد اختلط "الحابل بالنابل" وتعددت الرؤى والمقاربات والمرجعيات، وكذلك الحسابات...
عموما، المناضل مناضل، شاء من شاء وأبى من أبى... وكذلك، فالانتهازي انتهازي، والمشبوه مشبوه، والخائن خائن، ولو يكن داخل السجن أو خارجه، ولو يرفع هذا الشعار أو ذاك، أو يعلن هذا الموقف أو ذاك...
لم نعد ننخدع للعاطفة أو الحماس أو للشعارات، ولا حتى لغيرها... إن النظام قد لوث المعاني والمفاهيم، واقتحم كل المجالات والمواقع... وأكثر من ذلك، فجر "معارك" خادعة للإلهاء وخلط الأوراق وقطع الطريق أمام المعارك النضالية ذات العمق الكفاحي والبعد الطبقي...
لقد صار من الصعب دعم أو تبني أو حتى التعريف بهذه المعركة أو تلك. ففي غياب التواصل النضالي المسؤول، قد يسقط المناضلون في خطأ دعم ما لا يجب أن يدعم، وقد يسقطون في خطأ عدم دعم ما يجب أن يدعم.
لذلك، فلا بديل عن التواصل المنظم والمسؤول. وليتحمل كل مناضل مسؤوليته...
فلم يعد المناضل يثق في المناضل، ولم يعد المناضل يثق في النقابي وفي المعتقل السياسي... لقد نجح النظام بشكل خطير في زرع الشكوك في صفوف المناضلين وفي زعزعة الثقة فيما بين المناضلين وفيما بين المعتقلين السياسيين، وحتى في صفوف عائلات المعتقلين السياسيين... ولا يجب أن ننسى انخراط بعض المحسوبين على "النضال" في الطعن في المناضلين وفي تاريخهم وفي تغذية التشويش ضدهم...
وما تجدر الإشارة اليه بدقة هو أن أوج الحركة الطلابية بقيادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كان في ظل الحركة الماركسية اللينينية المغربية، أي في ظل تنظيمات ثورية. ولا يمكن أن يتم خلاص الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في غياب الحزب الثوري. بمعنى آخر، إن خلاص الحركة الطلابية وعموم الشعب المغربي يبتدئ ببناء الحزب الثوري ويتواصل من خلال الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية. وكل من يعنيه الأمر حقيقة، فلينخرط في بناء الحزب الثوري. إنه الحد الفاصل بين الجد النضالي واللعب المشبوه..
شارك هذا الموضوع على: ↓