وأعداءكم كل من يقف في صف عدوكم وهم أصدقاء النظام، والمرتبطون بأجهزة النظام، وحلفاء النظام في الداخل والخارج، وكل المرتبطين بالأعداء في السر
والعلن، والممولين، وتجار النضال، ومن يدفعونكم لمعارك دون أفق..
اِحذروهم فكلهم أعداؤكم.
اِحذروهم فلا فرق بين النظام وحراس النظام والمرتبطون بمافيا التمويل المحلية والدولية، والمخابرات والبوليس.
احذروهم فلا فرق بينهم وبين من يتقلدون المناصب في السلطة ولا من يسرقون فائض قوتكم وثروات بلادكم.
احذروهم فأفقهم الحقيقي اليوم هو إبعاد اهتمامكم وانخراطكم وانشغالكم بمعارك شعبنا الحقيقية.. معارك العمال.. معارك المضطهدين.. معارك جماهير شعبنا المنتفض بالمدينة العمالية جرادة.. معاركة المعتقلين السياسيين وعائلاتهم..
اِحذروهم فهدفهم هو استخلاص ثمار خدماتهم المقدمة للأعداء.
وفي كلمة لا تكونوا رهائن في يد المندسين والممولين والعملاء ولا لأي جهة تطاردها الشبوهات.
إن المعارك الحقيقية هي المعارك التي تخاض على قاعدة غير القاعدة التي يقف عليها أعداؤنا وذلك هو الشرط، الذي لابد منه، لتعبيد المسار لصراع يراكم لتأسيس أفق يؤهلنا لتغيير ميزان القوى لصالح الأغلبية.. لصالح المضطهَدين والمستغَلين.
ففي السياسة، دائما يجب طرح سؤال "من يستفيد من هذه المعركة أو تلك؟ أو من هذا الموقف أو ذاك المقترح؟" إنه سؤال المدخل لفهم أي أهداف تخدم هذه القوى أو تلك الجماعة السياسية أو المجموعة.. التي تدافع عن ذات المقترحات، وخلفياتها.. فإعلان المعارك أو مبادرات نضالية لا تعني دائما أنها تستهدف الأعداء، بل فيها من يخدم الأعداء، ومن تستنزف الشعوب وقدراتها النضالية، ولو أننا قد لا نشك في إخلاص وصدق العديد من القواعد المناضلة المنخرطة في ذات السياق، لكن هذا لا يغير من المعادلة شيئا.. بل الانخراط في سياقات ومعارك محددة ومحكومة بخلفيات تخدم المتربصين بمصالح الجماهير، يحول صدقهم وإخلاصهم لوقود يحرك قاطرة أعداء الشعوب.
فتسخين الجبهات بدون أفق وخلط الأوراق ومراكمة الفشل والإخفاق.. تعد من مهام ومصلحة النظام.
وهي مهام موكولة اليوم لأشباه المناضلين المستأجرين بالدرجة الأولى وللبيروقراطية النقابية والقوى الانتهازية والجمعيات المملوكة..
إننا نعيش زمنا يتنافس فيه "الأبطال" ومن بينهم بعض المعتقلين السياسيين والمعتقلين السياسيين السابقين في "ساحات النضال" لمراكمة ما يؤهل سيفياتهم لتكون محط اهتمام النظام وأزلام النظام. وفيهم من فاز بنصيبه في الكعكة.. وفيهم من يقتات في السر..
فليس كل من يهلل بالنضال مناضلا.. وليس كل معتقل أو كل من اعتقل مناضلا
إنه زمن المتاجرة بالتضحيات وفي الدماء والكرامة والشرف..
فلا مفر من واجب تسمية الأشياء بمسمياتها وكشف كل الأعداء أمام شعبنا..
ولنخوض المعركة برؤية واضحة دون غموض أو لبس.
شارك هذا الموضوع على: ↓