2018/05/15

أحمد بيان// مطرقة العدالة والتنمية وسندان العدل والإحسان--النظام وأزلامه أمامكم والقوى الظلامية وراءكم

لم يعد النظام القائم في حاجة الى الخوض في الكثير من الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية أو في تدبيرها، أي ما يسمى ب"الشأن العام". 

لقد صنع وأهل الجنود الطيعة للقيام بذلك، وأقصد القوى السياسية الرجعية والقيادات النقابية والجمعوية المحترفة للسمسرة والارتزاق، مدعومة بالأجهزة القمعية المعبأة للتدخل في أي وقت وحين (الحسيمة وجرادة...) وبجيوش (ماكينات) متخصصة في مختلف المجالات، ومنها التلصص والاستقطاب والتشويش وقلب الحقائق والتغليط وزرع "المقالب" من أجل خلط الأوراق وتعميق التيه العاطفي القائم على السخط والتدمر وعدم الرضى على الأوضاع الراهنة، وبالتالي تغييب قضايا ذات راهنية، وعلى رأسها قضية الاعتقال السياسي وواقع الانتفاضات الشعبية الممتدة عبر التراب المغربي... وتعتبر محطات "اللعبة الديمقراطية" (الانتخابات، سواء الجماعية أو التشريعية) ملعبا لكل أصناف "رياضة" و"رياضيي" الفساد والتضليل والبيع والشراء...
إن النظام ذهب بعيدا في ترتيب أوراقه وملفاته وفي السيطرة على مختلف جبهات الصراع الطبقي، بتنسيق مع الامبريالية والصهيونية والرجعية، وترك لنا مساحات شاسعة في الهامش للاقتتال والتطاحن مع ممثليه وأزلامه، وحتى فيما بيننا. لقد وضع نفسه وبعض أزلامه في منآى عن سهامنا وتأثيرات معاركنا الطبقية، قولا وفعلا. لقد "خندقنا" (حاصرنا) بين مطرقة العدالة والتنمية وسندان العدل والإحسان. وتتمثل نقط الضعف الأساسية التي فسحت المجال للنظام لمحاصرتنا (خندقتنا) في شتاتنا وفي ابتعادنا عن العمال والفلاحين الفقراء، أي في عجزنا عن بناء الحزب الثوري الممثل الطبقي لعموم المضطهدين وفي مقدمتهم الطبقة العاملة.
لقد جعل من حزب العدالة والتنمية (قائد الحكومة) جدار وقاية (الدفاع)، ومن العدل والإحسان (المعارضة الكمية) عامل توازن لإنجاح المعارك أو إفشالها، وفي أحسن الأحوال ضد حزب العدالة والتنمية وليس ضد النظام. ومن له ذاكرة حية، لن ينسى جرائم القوى الظلامية جميعها لحظات اشتداد الصراع الطبقي وتحت ضغط تنفيذ التعليمات...
وقد تجلى ذلك بشكل مكشوف مع مسيرة يوم الأحد 13 ماي ووقفة 14 ماي 2018 بالرباط. 
حضر حزب العدالة والتنمية في المسيرة وغابت جماعة العدل والإحسان، والعكس بالنسبة للوقفة، حضرت الجماعة وغاب الحزب "الحاكم". قد يكون بعض الأفراد قد شاركوا بهذه الصفة أو تلك، لكن الأدوار السياسية محسوبة بعناية (Jeux de Rôles). 
لا تهمهم القضية الفلسطينية في شيء، تماما كما قضية الشعب المغربي. وتجدهم أول المطبعين والمهرولين نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني في السر والعلن. وأقل من ذلك احتضان رموز الصهيونية ومناصرة المتواطئين معها، من مثل النظام التركي والولايات المتحدة الأمريكية... ومن لا يخدم قضية شعبه، لن يخدم قضية شعوب أخرى. وكما سجل الحكيم جورج حبش، أكبر خدمة للقضية الفلسطينية هي إسقاط نظام رجعي...
والخطير هو ارتماء المحسوبين على اليسار، وخاصة الأحزاب والنقابات والجمعيات بوعي أو بدونه (لا يهم)، تارة في أحضان حزب العدالة والتنمية، وتارة أخرى في أحضان جماعة العدل والإحسان. وكثيرا ما يرتمون في الفراغ... 
الخزي للإمبريالية والصهيونية والرجعية...
والعار للنظام القائم وأزلامه والمتواطئين معه...
كل الإدانة للإجرام الصهيوني المتواصل وللصمت الفظيع للأنظمة العميلة وزبانيتها
كل الإدانة لمذبحة اليوم الاثنين 14 ماي 2018، وللمذابح المرتقبة بمناسبة ذكرى النكبة (15 ماي) وما بعدها...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق