التلميذة رشقت الأستاذ بالطباشير، والأستاذ عنف التلميذة، والنيابة العامة
تحركت وألقت بالأستاذ في الزنزانة..
في هذه الحدود حوصرنا.
في هذه الحدود جعلنا النظام، وبتكتيك ذكي، ندفن جهودنا وقوانا العقلية بين أستاذ الرياضيات بخريبكة وتلميذته.
هذا هو الشكل الزائف الخادع للصراع والذي يسوق له الجميع دون استثناء.
وكان للنظام القدرة على الاستفادة من الحدث في كل حيثياته.
النظام تصرف بذكاء وأرسل ممثليه في زيارة لعائلة التلميذة ليحاصر تفكيرنا، وردات فعلنا، وقراءتنا وفهمنا.. ليحد من أفق أي معركة محتملة.. ليجعلنا ننحاز لهذا أو ذاك..
إنها الزيارة التي لعبت دور الستار لجوهر المشكل في اللحظة..
فكاذب من حصر النقاش في العلاقة بين التلميذة والأستاذ.
إن النظام نجح في حصارنا في الزاوية الضيقة.. فعلا تفوق لجعنا نبتعد عن تناول جوهر المشكل.. لجعلنا نختلف بين من يعلن عن استعداده للتصرف بمثل ما تصرف الأستاذ بزيادة جرعات في التشدد، ومن ينادي للتصرف بطريقة مغايرة تتمثل العمل التربوي بوجهه "المتقدم". وكلاهما يسوق موقفه كأقصى طريقة في التجذر.
إنه جعلنا نطوف حول القشور، حول الوجه الزائف والخادع بعيدا عن ما يقف خلف الستار.
إنه جعلنا نتناسا في مرحلة تصاعد سخط الشعب (انتفاضة جرادة، معركة الأسعار في شخص المقاطعة، معارك المعتقلين السياسيين وعائلاتهم، الإضرابات الطعامية، معارك العمال..) الذي يستدعي نضاليا توسيع رقعة المعارك وقاعدتها، السؤال المحوري حول من أوصلنا لهذا الحضيض؟!.. من المسؤول عن ضرب ونخر التعليم والمنظومة بكاملها على علتها؟!.. من حول المؤسسات التعليمية لمصدر لتفريخ الانحراف والتفسخ الأخلاقي والفساد؟!..
إن الواجب النضالي المسؤول والناضج هو كان مطلوبا منا جعل الحدث مقدمة التناول العميق لحال تعليمنا وشرارة السخط على من حول مؤسساتنا التعليمية، التي قدم شعبنا أرواحه من أجل تكريسها كمكتسب لأبنائنا لتلقن المعرفة والعلم، إلى أوكار للرذيلة والأخلاق الفاسدة، ولنشر الفكر الظلامي وحول محيطها إلى أسواق لمروجي سلع التخدير والتدمير، ولعشاق الليالي الحمراء..
إن الحدث يستدعي منا كشف مسؤولية النظام المجرم في تدمير أبناءنا وفي قتل الأمل والطموح فيهم.. وتوعية شعبنا بحجم الاستهداف ومتطلبات المعركة لوقف النزيف وقلب الموازين..
إن الحدث يستدعي أيضا كشف مسؤولية شريك النظام في التأمر على شعبنا في شخص النقابات المريضة التي يعشش في قياداتها البيروقراطيون ويوجهونها حيث شاؤوا/يشاء النظام.. والتي تتناغم مع تكتيك الأعداء لتحريف الوعي والسخط والاحتقان..
شارك هذا الموضوع على: ↓