من حق كل الشهداء أن يصرخوا في وجوهنا، بل من حقهم مساءلتنا ومحاسبتنا. فلا يكفي تخليد محطات استشهادهم ورفع صورهم وترديد مواقفهم وسرد ملاحمهم وإعلان الوفاء لهم.
ولا يكفي حتى النضال بالوتيرة الراهنة، أي المشاركة (والمشاركة فقط) في الوقفات والمسيرات والإضرابات...
ولا يكفي حتى النضال بالوتيرة الراهنة، أي المشاركة (والمشاركة فقط) في الوقفات والمسيرات والإضرابات...
الرفيق الشهيد شبادة:
نعم، سنستمر في ذلك تجسيدا لمواصلة المسير في دربكم. وسنساهم في كافة الأشكال النضالية ومن مختلف مواقعنا.
لكن، هل يكفي ذلك، أي "أضعف" النضال؟
ها قد مرت 29 سنة عن رحيلك القسري، هل يكفي ذلك، أي "أضعف" النضال؟
فمنذ أول شهيد والى الآن، ونحن "نكرر" أنفسنا، مع الكثير من المعاناة والتضحيات. والمؤسف أن تكون هذه حالنا، تضحيات جسام ونتائج متواضعة. والمؤسف أكثر هو أزمة الذات رغم بطولات الجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة، من خلال الانتفاضات والإضرابات العامة وكل ما يؤجج الصراع الطبقي ويفضح إجرام النظام وتواطؤ العملاء من قوى سياسية وقيادات نقابية وجمعوية وعناصر مشوشة ومشبوهة، مندسة ومكشوفة...
الرفيق الشهيد شبادة:
من حقك أن تصرخ في وجوهنا. لقد تأخرنا أكثر من اللازم عن تحقيق حلمك، حلم كافة شهداء شعبنا، في إنجاز المهام النضالية المطروحة على عاتقنا. لقد أخلفنا الموعد في العديد من المناسبات. بالفعل، التحق بك رفاق شهداء آخرون، ومسيرة شعبنا متواصلة. إنه تأكيد على أنك حي فينا ومن خلالنا.
لكن، هل وضعنا قطار ثورة شعبنا على سكته؟
الجواب الصريح والجارح هو: ما دمنا "تائهين"، فرادى وجماعات، فإننا نراوح مكاننا، إذا لم نكن نتقهقر...
وبالتالي، هل نستحق احترامك؟
هل نستحق تفهمك؟
الرفيق الشهيد شبادة:
فكما تصرخ في وجوهنا، نصرخ في وجوه الرفاق وكل المناضلين. ومرحبا بصرخات الرفاق وكل المناضلين، في إطار النقد والنقد الذاتي.
انتظموا أيها الرفاق، أيها المناضلون. فبدون التنظيم الثوري، لن نحقق حلم الشهداء وخلاص شعبنا وتحرره. ولنجعل أقلامنا الحمراء في خدمة المشروع الطبقي الذي يؤرقنا جميعا. لنبدع فيما يوحد الطاقات والجهود ويبرز الدروس والتجارب، ويؤسس للممارسة الثورية المنظمة والمسؤولة.
وليس بالضرورة الاصطفاف منذ البداية في إطار واحد (تيار، منظمة...)، ما دمنا في نفس الخندق، خندق الجماهير الشعبية المضطهدة. إنها لحظة التحالفات المناضلة القائمة على الوضوح والتحليل العلمي والبعيدة عن المناورة والمبنية على أرضية نضالية نظيفة (نظيفة بالمعنى السياسي) وصلبة وبدون تهافت أو تزلف. ولنا اليقين أن الحضور النضالي المنسجم والمنتظم في الميدان ومواصلة المعركة بمبدئية وصدق سيوحدان الإطارات الثورية، تصورا وبرنامجا، وفي الآجال القريبة، وسيرسم الطريق الوحيدة، تكتيكا واستراتيجية، طريق الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء...
المجد والخلود لرفيقنا الشهيد عبد الحق شبادة ولكافة الشهداء
شارك هذا الموضوع على: ↓