2018/08/20

حسن أحراث// كيف كان "عيدنا" سنوات الاعتقال؟

لا نخفي أننا كنا نحتفل ب"أعيادنا" الخاصة وبطرقنا الخاصة.

 إنها أعياد ليست كباقي الأعياد، صغيرة أو كبيرة.. ليس بها دم ولا حلوى ولا عطر ولا صلة/زيارة..محطات للذكرى والذاكرة.. ليست حفلات شواء وتخمة ووصال، بل "حفلات" وفاء لتجديد عهد الشهداء ومواصلة المعركة، معركة الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري.. 
كانت أعيادنا، للتاريخ والحقيقة الثورية، مسيرة ألف ميل على الجرح بفرح وتفاؤل. كانت أعيادنا الأمل والثقة في بنات وأبناء القضية، قضية شعب...
كان من بين أعيادنا "اختلاس" رؤية أو عناق رفيق وقراءة جريدة أو منشور في الخفاء والحصول على معلومة ممنوعة في فضاء محروس...
كان من بين أعيادنا تذكر وتقاسم لقطات جميلة من زمن جميل...
كان من بين أعيادنا سماع خبر سار، انتفاضة أو إضراب أو إطلاق سراح رفاق...
كان من بين أعيادنا تضامن معتقلين سياسيين أو رفاق ومناضلين داخل المغرب أو خارجه...
كان من بين أعيادنا إفشال مؤامرة أو مناورة...
كنا نستيقظ يوم "العيد"، وتمسح أعيننا المتعبة المكان/الزنزانة طولا وعرضا، عرضا وطولا، ونطرح السؤال: أهذا عيد أم مأثم؟
جدران إسمنتية صماء... قضبان حديدية صدئة... لا أفق، لا نور ولا ضوء...
ظلام وعتمة وجرائم... 
لا ترى غير الجلاد والمسجون والسجان...
ذبحنا النظام كما تذبح الخرفان...
ذبحنا كما ذبح الذين من قبلنا يوم "عيد الأضحى" وفي كثير من الأحيان...
أغرقنا في آبار النسيان...
كم تألمنا! كم عانينا! كم أدرفنا في صمت من دموع القوة والصلابة والشجاعة والالتزام!
تألمنا لألم والدتي ووالدي وعائلتي رفيقينا الشهيدين مصطفى وبوبكر..تألمنا لأسر وعائلات الشهداء...
تألمنا لألم شعبنا، نساء ورجالا، أطفالا وشيوخا...
تألمنا لمعاناة العمال والفلاحين وباقي المفقرين من معطلين ومشردين...
تألمنا لألم أمهاتنا وآبائنا...
سكننا الألم، كما سكننا الأمل.
سكننا القرح كما سكننا الفرح...
وكلما اشتد الضيق والحرج، لاح الفرج...
ختاما، لا نعترف بالعيد، أي عيد، غير عيد شعبنا الآتي لا محالة، وعنوانه إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين...
كل التضامن مع الرفاق المعتقلين إبان العيد ودائما...
فلا يفل الحديد غير الحديد... 
إنها حكمة ورسالة ليستا للنسيان...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق