31‏/10‏/2018

محمد حومد// في ذكرى اغتيال المهدي بن بركة

تحل اليوم الذكرى الثالثة والخمسون لاغتيال الشهيد المهدي بن بركة المحسوب على التوجه السياسي الشهير الاختيار الثوري، كان بنبركة أحد رموز النضال الوطني
المغربي ضد الاستعمار الفرنسي الجائر. ساهم في معاهدة "إكس ليبان" المشؤومة التي بموجبها فرض على الشعب المغربي الاستقلال الشكلي، أو كما كان يعبر عنه هو نفسه بالاستعمار الذي خرج من الباب ليعود من النافذة. لقد كان أحد المقربين من مراكز القرار وسرعان ما أصبح في صراع مرير مع النظام إلى أن لقي المصير المأساوي بعد اختطافه سنة 1965 في مثل هذا اليوم من شهر أكتوبر.
تصادف ذكراه هذه أجواء سياسية وطنية ودولية مرعبة تحيلنا وتستحضر في ذاكرتنا بشكل استفزازي أجواء الاختطافات والاغتيالات المهولة التي اغتيل فيها مجموعة من الشهداء والذين لقوا حتفهم عن طريق التصفيات الجسدية محليا ودوليا.
ففي الثالث عشر من هذا الشهر خلدنا ذكرى الشهيد جبيهة رحال المناضل الثوري، وفي السابع والعشرين من هذا الشهر كذلك تم طعن الشهيد كمال حساني بمنطقة الريف، وفي الثامن والعشرين منه تم طحن الشهيد محسن فكري، وهي نفس الأساليب الإجرامية التي مارستها القوى الظلامية في حق الشهيد المعطي بوملي الذي تطل علينا ذكرى استشهاده، حيث اقتيد من قاعة الدراسة لتمارس في حقه أبشع صور التعذيب والتنكيل لتلقي به في الشارع جثة هامدة... إنها ذكريات النضال والصمود، والقائمة طويلة لا حصر لها...
أما الشهيد المهدي بن بركة، فقد تم اختطافه وتصفيته في قلب الديار الفرنسية بلد أم الثورات وحقوق الإنسان. إنها جريمة لازال يشوبها الغموض، ولم يرفع الستار عنها. بل أصبحت في طي النسيان، فلا المجرمون القتلة حوكموا رغم بعض الاعترافات من حين لآخر من داخل المخابرات المعنية، ولا جثمان الشهيد عرف النور. إنها فرنسا، رمز الغطرسة الاستعمارية التي تكيل بالكثير من المكاييل وفق ما يخدم مصالحها، تماما كما يحصل اليوم مع جريمة النظام السعودي الرجعي والجهات المتورطة معه والحامية له. 
إن الرجعية والصهيونية والإمبريالية أوجه لعملة واحدة، هي اضطهاد الشعوب المقهورة ونهب خيراتها واغتيال المناضلين وتسييد الحروب والإجرام والبؤس...
فلمخابراتها ومن بينها الموساد باع طويل في التصفيات الجسدية عبر العالم. ففي تونس تمت تصفية ابو جهاد عن طريق كوماندو محترف، وأما عمليات أخرى من هذا النوع، فحدث ولا حرج. وعمر النايف ابن الجبهة الشعبية هو الآخر (مثال فقط) اغتيل في قلب السفارة الفلسطينية ببلغاريا سنة 2016، إلا أن الإعلام المملوك والممول الذي يملأ الدنيا ضجيجا وكأنه يدافع عن حقوق الإنسان وسلامة المواطن، فلم ينبس ببنت شفة، ولم يقم حتى بإذاعة الخبر... 
ذلك ليس غريبا أو مفاجئا... 
لتشمر الشعوب المضطهدة على سواعدها وتواجه مصيرها بقبضة من حديد... فلهم ديمقراطيتهم ولنا ديمقراطيتنا... ولنا مصيرنا ولهم مصيرهم...



شارك هذا الموضوع على: ↓




↓للتعليق على الموضوع
تعليقات
1 تعليقات

1 التعليقات:



  1. شركة شحن عفش من الدمام لمصر شركة شحن عفش من الدمام لمصر
    ارخص شركة نقل عفش بالمدينة المنورة ارخص شركة نقل عفش بالمدينة المنورة
    اسعار شركات نقل العفش بالدمام اسعار شركات نقل العفش بالدمام
    شركة شراء اثاث مستعمل بالدمام شركة شراء اثاث مستعمل بالدمام
    شركة شراء اثاث مستعمل بالاحساء شركة شراء اثاث مستعمل بالاحساء
    شركة شحن عفش من المدينة لمصر شركة شحن عفش من المدينة لمصر
    ارخص شركة نقل عفش بمكة ارخص شركة نقل عفش بمكة
    افضل شركة نقل عفش بالاحساء

    ردحذف

رسالة أقدم الصفحة الرئيسية