كم كسرنا من مرآة، بل كم كسرتنا من مرآة. المرايا تفضحنا وتكسرنا. ولإخفاء عجزنا
وضعفنا، نتجند بجنون لكسر المرايا، متناسين، تهافتا وحقدا وتيها، أن المرايا المكسرة بدورها تفضحنا، وللدقة تفضح قبحنا.
المطلوب ليس تكسير المرايا، أي الهروب الى الأمام والاختباء وراء الأوهام والشعارات، المطلوب هو بث الكثير من المرايا في درب النضال والمناضلين، لعلنا نعترف بحقيقتنا أولا، ونعمل ثانيا على تجاوزها خدمة لقضية شعبنا، قضية العمال والفلاحين الفقراء وأوسع الجماهير الشعبية بالدرجة الأولى.
جرادة: 30 سنة سجنا نافذا. وقبل ذلك بقليل، جرادة: 37 سنة سجنا نافذا.
أليست جرادة مرآة؟
أليست جرادة انتفاضة عمالية حاضرة، ودرسا للتاريخ والحقيقة؟
لينظر كل مناضل الى نفسه في جرادة، أي في المرآة.
لم تعد الكلمات اليوم تفي بالغرض. ولم تعد الخطابات "الطلالية" تعني شيئا.
هل نحن الآن أمام جيل "الضباع"، أم نحن الضباع؟
حذار رفاقي، حذار أن نرى في جرادة، أي في المرآة، أنفسنا ضباعا!!
أما جرادة، المرآة، فتحدثنا بنفسها وبجرأة وعنفوان عن واقعنا المر والمذل.
اليوم، 15 نونبر 2018، هذه خناجر مسمومة في ظهر/صدر أبنائها/أبنائنا، سواء كانت سنوات أم شهورا، أو كانت سجنا نافذا أم سجنا موقوف التنفيذ:
- أحمد عثماني ميدوش: 05 سنوات سجنا نافذا؛
- عبد الخالق ميري: 05 سنوات سجنا نافذا؛
- حميد حمداوي: 03 سنوات سجنا نافذا؛
- سمير لحرش: سنتان سجنا نافذا؛
- عبد الرحمان بركيش: سنتان سجنا نافذا؛
- سالم بوستة: سنتان سجنا نافذا؛
- محمد هواري: سنتان سجنا نافذا؛
- جمال موغلي: سنتان سجنا نافذا؛
- فيصل طريبق: سنة سجنا نافذا؛
- بوجمعة قسو: سنة سجنا نافذا؛
- كمال فكًراش: سنة سجنا نافذا؛
- توفيق حمادي: سنة سجنا نافذا؛
- محمد يوسفي: سنة سجنا نافذا؛
- اسماعيل كًطي: سنة سجنا نافذا؛
- هشام يوسفي: سنة سجنا نافذا؛
- التوباغي: شهران سجنا نافذا؛
- محمد بهية: شهر واحد سجنا موقوف التنفيذ.
كفى من لعن الظلام، لنشعل شمعة. كفى من الطعن العشوائي والتشويش المجاني، طولا وعرضا، لنؤسس للمستقبل، مستقبل شعبنا. إنه التحدي أمامنا جميعا، شئنا أم أبينا...
هناك معارك العمال والفلاحين الفقراء والمعطلين والطلبة والتلاميذ والموظفين والمستخدمين وعموم الكادحين؛
هناك معتقلون سياسيون بسجون الذل والعار، لنناضل من أجل إطلاق سراحهم؛
هناك معتقلون سياسيون مضربون عن الطعام، لنفك الحصار عنهم؛
هناك عائلات في حاجة الى دعمنا ومؤازرتنا، لنتجند لمناصرتها ليلا ونهارا؛
لنتواصل، ففي غياب التواصل والثقة النضالية، تموت القضايا العادلة وتتمزق الصفوف..
شارك هذا الموضوع على: ↓