نعيش هذه الأيام على وقع احتجاجات تلاميذية ضدا على الساعة الاضافية ووقعها على الزمن المدرسي، وهي العنوان الظاهر، لكن ماخفي فهو أجل وأعظم.
لكن، لابأس فكل ما يساعد على تطور الوعي الجمعي للطبقات والفئات الكادحة يجب دعمه، بل المشاركة في إنتاجه والعمل على ذلك. لكن، بمتابعتي للتعبيرات الفيسبوكية شدني الانتشار الكبير لصورة تلميذة غاضبة في مواجهة رجل القمع، وأخشى أن تكون حقا أريد بها باطل، فالصورة بالمجمل انعكاس وتعبير عن تأريخ للحظة، دون معرفة التاريخ الواقعي لمالكيها- أقصد ملتقط الصورة وموضوع الصورة- في ماضيهما ومستقبلهما مباشرة بعد اللحظة/الصورة، وهنا تحضرني الصورة الايقونة لانتفاضة ماي 68 او ما تمت تسميته ب "ماريان 68" التي وإن كانت قد تمت عن طريق الصدفة، لكنها كانت أيضا مصنوعة أو مفبركة "construite" حيث قيل لها "tiens toi droite"وهو ما صرحت به بعد ذاك بعشرات السنين ابان رفعها دعوى قضائية ضد المصور الصحفي بانتهاك الخصوصية. دون أن أنسى الصورة الأخرى لأحد قادة الانتفاضة دانييل كوهن بينديت في مواجهته لرجل القمع مبتسما ومآلاته في العمل السياسي.
إن أوجب الواجبات بالنسبة للمناضل الثوري، ليس التماهي مع الاشكال وصورها الافتراضية، بل العمل في العالم الواقعي، الميدان الحقيقي لكل صراع طبقي، فالأول مرتبط بالعفوية، أما الثاني فهو بداية لكل بناء للعمل التنظيمي..
شارك هذا الموضوع على: ↓