يعشقون النساء (وحتى "الرجال")، يعشقون الترف والبذخ، ذلك شأنهم. لكن، أن يعشقوا أو للدقة أن يدعوا عشق راعي الغنم، ذلك الإنسان الفقير البسيط المتواضع الصريح الوفي المخلص، لا أظن...
يذرفون الدموع عبر الصور و"السيلفيات"...
يدبجون البيانات والمقالات والخواطر...
ينشرون التدوينات و"الاختصار" غير المفيد...
يسبون طولا وعرضا، وشرقا وغربا...
يتأسفون (المساكين الغائبون، التائهون...)، "يتألمون" (شكلا)...
ولنا أن ندرك المسافات بين الواقع و"الافتراض" (الفايسبوك وتويتر...)
ينامون مرتاحون، ليلا ونهارا، وما بينهما...
الدفء لهم ولأبنائهم، والقر لغيرهم...
المستقبل لهم ولأبنائهم (الصحة والتعليم والشغل والسكن...)، والمجهول لغيرهم...
الحياة لهم ولأبنائهم، والموت لغيرهم...
هكذا هم.. إنها حقيقتهم...
لهم الشعارات البراقة والادعاءات والحماس، ولنا ولشعبنا الواقع المر...
الجرائد، جرائدهم...
البرلمان، برلمانهم...
الصورة، صورتهم...
الكاميرا، كاميرتهم...
التلفزة، تلفزتهم...
الراديو، راديوهاتهم...
"الطنز"، طنزهم...
الجرائم، جرائمهم...
نخبركم اليوم وغدا...
هناك "رعاة" كثيرون، في الحر والقر، في السفح والجبل، في البحر والبر...
هناك مشردون في الشوارع والأزقة والدروب، أطفال ونساء وشيوخ...
هناك شعب.. شعب مكافح ومقاوم...
لو كنا نحب راعي الغنم فعلا، لكنا في أحسن حال...
لو كنا نحب راعي الغنم فعلا، لكنا كلنا رعاة غنم، وكنا كلنا عمالا وفلاحين ومنتجين...
لو كنا نحب راعي الغنم فعلا، لكنا كلنا أسيادا (ربط المسؤولية بالمحاسبة)...
فمن يحب راعي الغنم، لا يمكن أن يكره الشهداء والمناضلين...
ولا يمكن أن يتجاهلهم أو أن يتنكر لخطاهم اليوم وغدا...
من يكرم راعي الغنم، فردا وجماعة، فليمش على خطاه، وليس على زرابي المناسبات والحفلات...
تحية لشهداء شعبنا، عمالا وفلاحين ورعاة غنم ورعاة حياة...
تحية لكافة الشهداء...
تحية لكل الشهداء بمناسبة ذكرى الشهيد البطل تهاني أمين، راعي الحياة الكريمة...
شارك هذا الموضوع على: ↓