في كثير من الأحيان نتيه في تضاريس الشكليات. والخطير أن تغرق معنا الأسئلة
والدروس التي من شأنها إماطة اللثام عن جوهر الصراع وحقيقة الواقع في العديد من الحقول والمجالات، والسياسية منها بالخصوص.
تابعت في أجواء انعقاد المؤتمر السادس للكنفدرالية الديمقراطية للشغل أيام 23 و24 و25 نونبر 2018 تعليقات ومتابعات بعض المناضلين والمناضلات. لقد كانت جلها امتعاضا وألما لما آلت اليه الأوضاع النقابية ببلادنا، خاصة وانتخاب عبد القادر الزاير كاتبا عاما للمركزية النقابية خلفا لمحمد نوبير الأموي، حيث "استبدال" زيد بعمرو خارج الزمن النضالي ومسارات الأمل والصمود والكفاح. فلم تستسغ لعبة الزج بالنقابة مرة أخرى في متاهات "الشيخوخة" السياسية والركود النقابي المحكومين بخلفية التواطؤ ضدا على مصالح الطبقة العاملة وعموم الشغيلة.
فماذا كان منتظرا يا ترى من المؤتمر المهزلة، قبلا وبعدا؟
ما هي انتظارات المناضلين والمناضلات والقواعد النقابية؟
إن المتتبع للحياة السياسية والنقابية لم تفاجئه نتائج هذه المحطة الشكلية المسماة مؤتمرا. وحتى انتظار تعديل القانون الأساسي لانتخاب الكاتب العام من خلال المجلس الوطني بدل المؤتمر، رهان على الكولسة وليس على الفعل النضالي المبدئي. ومن يعتمد أسلوب الكولسة، سياسيا أو نقابيا أو جمعويا، فإنه يضع نفسه خارج السياق النضالي الذي يخدم قضية شعبنا. والكثير من "زعمائنا" قد اختار الكولسة والكرسي، أي خدمة مصالحه المرتبطة بمصالح النظام وزبانيته؛ وهي كذلك حال "قائد" الاتحاد المغربي للشغل "الشاب"...
* السؤال الأول: كيف يقرر المؤتمر (رغما عنا) انتخاب كاتب عام جديد في حضورنا؟ ما جدوى حضورنا؟ هل ما حصل من فعل ورد فعل إهانة للمؤتمرين أم للغاضبين؟
الجواب عن السؤال الجوهري، هو طبعا غيابنا وليس حضورنا. الجواب طبعا، هو ضعفنا/عجزنا؛ هو انعدام تأثيرنا وعدم رقي تعبئتنا وتواصلنا مع القواعد النقابية قبل المؤتمر وإبانه الى مستوى تغيير موازين القوى لفائدتنا. قد نقول بوجود "التجييش" والأيادي الخفية أو جهات داعمة للجهة "المنتصرة"، لماذا إذن لم نقم بفضحها في حينها، أي قبل حصول المهزلة؟ أذلك تواطؤ أم انتظار نتائج الكولسة؟
* السؤال الثاني: أليست اللعبة/المعركة في "بيتنا"؟ الكاتب العام القديم ينتمي الى حزب المؤتمر الوطني الاتحادي وكذلك الزعيم الحالي. والحديث عن "تشبيب" القيادة يعني بدل الشيخ الزاير، انتخاب "الشاب" علال بلعربي الذي قيل عن انسحابه غاضبا من المؤتمر (وكذلك بعض أعضاء رئاسة المؤتمر)، وهذا الأخير (أي بلعربي) ينتمي بدوره الى حزب المؤتمر الوطني الاتحادي. ومعلوم أن هذا الحزب مكون من مكونات فدرالية اليسار الديمقراطي الى جانب حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب الاشتراكي الموحد؛ وهذه الأحزاب الثلاثة الى جانب حزب النهج الديمقراطي تشكل ما يسمى بتجمع اليسار الديمقراطي.
أين هنا اليسار؟ أين الديمقراطية؟ أين المبدئية؟ أين الروح النضالية؟
أين التنسيق بين هذه الأحزاب "اليسارية"، سواء في المجال السياسي أو النقابي؟ أين "الوحدة"؟ أي تحالفات لأي واقع؟
أين الوفاء لشهداء الشعب المغربي الذين استرخصوا دماءهم من أجل قضية شعبهم؟
* السؤال الثالث: ماذا عن "كوطا" القيادة؟
ما نتوقعه بدون شك هو توزيع المقاعد/المناصب في "المربع الذهبي" (المجلس الوطني والمكتب التنفيذي) بالتراضي وبعيدا عن الأعين والآذان، أي في الظل، بل في الظلام. وولوج هذه المربع المسموم بكوطا مدروسة مسبقا لا يعني غير تزكية مهزلة المؤتمر، رغم "الاحتجاجات" العابرة والضاغطة (انسحاب أربعة مؤتمرين محسوبين سياسيا عن المكونات الأربعة لتجمع اليسار من رئاسة المؤتمر، انظر بلاغ توضيحي رفقته)...
لاحظوا، لقد غطى انتخاب الكاتب العام (الشيخ/الشاب) على الوضع الداخلي للنقابة وعلى أجواء التحضير للمؤتمر وعن الخروقات التنظيمية وعن هزالة حصيلة ما بين مؤتمرين وحتى على النتائج (الديمقراطية الداخلية، المالية، الكوطا...)، وعن دورها في ظل التردي الاقتصادي والاجتماعي الراهن وفي ظل ما يسمى ب"الحوار الاجتماعي"، خاصة وغيابها المفضوح عن انتفاضات الريف/الحسيمة وجرادة، وقبل ذلك عن انتفاضات سابقة على رأسها انتفاضة 20 فبراير... فواقع الصراع الطبقي يفرض انخراط النقابة المناضلة في المعارك المتفجرة والمساهمة في قيادة نضالات الجماهير الشعبية المضطهدة وتأطيرها...
فماذا بعد الآن، أي بعد المؤتمر المهزلة؟
السؤال يعني المناضلات غير المتواطئات والمناضلين غير المتواطئين والقواعد غير المتواطئة...
والدروس التي من شأنها إماطة اللثام عن جوهر الصراع وحقيقة الواقع في العديد من الحقول والمجالات، والسياسية منها بالخصوص.
تابعت في أجواء انعقاد المؤتمر السادس للكنفدرالية الديمقراطية للشغل أيام 23 و24 و25 نونبر 2018 تعليقات ومتابعات بعض المناضلين والمناضلات. لقد كانت جلها امتعاضا وألما لما آلت اليه الأوضاع النقابية ببلادنا، خاصة وانتخاب عبد القادر الزاير كاتبا عاما للمركزية النقابية خلفا لمحمد نوبير الأموي، حيث "استبدال" زيد بعمرو خارج الزمن النضالي ومسارات الأمل والصمود والكفاح. فلم تستسغ لعبة الزج بالنقابة مرة أخرى في متاهات "الشيخوخة" السياسية والركود النقابي المحكومين بخلفية التواطؤ ضدا على مصالح الطبقة العاملة وعموم الشغيلة.
فماذا كان منتظرا يا ترى من المؤتمر المهزلة، قبلا وبعدا؟
ما هي انتظارات المناضلين والمناضلات والقواعد النقابية؟
إن المتتبع للحياة السياسية والنقابية لم تفاجئه نتائج هذه المحطة الشكلية المسماة مؤتمرا. وحتى انتظار تعديل القانون الأساسي لانتخاب الكاتب العام من خلال المجلس الوطني بدل المؤتمر، رهان على الكولسة وليس على الفعل النضالي المبدئي. ومن يعتمد أسلوب الكولسة، سياسيا أو نقابيا أو جمعويا، فإنه يضع نفسه خارج السياق النضالي الذي يخدم قضية شعبنا. والكثير من "زعمائنا" قد اختار الكولسة والكرسي، أي خدمة مصالحه المرتبطة بمصالح النظام وزبانيته؛ وهي كذلك حال "قائد" الاتحاد المغربي للشغل "الشاب"...
* السؤال الأول: كيف يقرر المؤتمر (رغما عنا) انتخاب كاتب عام جديد في حضورنا؟ ما جدوى حضورنا؟ هل ما حصل من فعل ورد فعل إهانة للمؤتمرين أم للغاضبين؟
الجواب عن السؤال الجوهري، هو طبعا غيابنا وليس حضورنا. الجواب طبعا، هو ضعفنا/عجزنا؛ هو انعدام تأثيرنا وعدم رقي تعبئتنا وتواصلنا مع القواعد النقابية قبل المؤتمر وإبانه الى مستوى تغيير موازين القوى لفائدتنا. قد نقول بوجود "التجييش" والأيادي الخفية أو جهات داعمة للجهة "المنتصرة"، لماذا إذن لم نقم بفضحها في حينها، أي قبل حصول المهزلة؟ أذلك تواطؤ أم انتظار نتائج الكولسة؟
* السؤال الثاني: أليست اللعبة/المعركة في "بيتنا"؟ الكاتب العام القديم ينتمي الى حزب المؤتمر الوطني الاتحادي وكذلك الزعيم الحالي. والحديث عن "تشبيب" القيادة يعني بدل الشيخ الزاير، انتخاب "الشاب" علال بلعربي الذي قيل عن انسحابه غاضبا من المؤتمر (وكذلك بعض أعضاء رئاسة المؤتمر)، وهذا الأخير (أي بلعربي) ينتمي بدوره الى حزب المؤتمر الوطني الاتحادي. ومعلوم أن هذا الحزب مكون من مكونات فدرالية اليسار الديمقراطي الى جانب حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب الاشتراكي الموحد؛ وهذه الأحزاب الثلاثة الى جانب حزب النهج الديمقراطي تشكل ما يسمى بتجمع اليسار الديمقراطي.
أين هنا اليسار؟ أين الديمقراطية؟ أين المبدئية؟ أين الروح النضالية؟
أين التنسيق بين هذه الأحزاب "اليسارية"، سواء في المجال السياسي أو النقابي؟ أين "الوحدة"؟ أي تحالفات لأي واقع؟
أين الوفاء لشهداء الشعب المغربي الذين استرخصوا دماءهم من أجل قضية شعبهم؟
* السؤال الثالث: ماذا عن "كوطا" القيادة؟
ما نتوقعه بدون شك هو توزيع المقاعد/المناصب في "المربع الذهبي" (المجلس الوطني والمكتب التنفيذي) بالتراضي وبعيدا عن الأعين والآذان، أي في الظل، بل في الظلام. وولوج هذه المربع المسموم بكوطا مدروسة مسبقا لا يعني غير تزكية مهزلة المؤتمر، رغم "الاحتجاجات" العابرة والضاغطة (انسحاب أربعة مؤتمرين محسوبين سياسيا عن المكونات الأربعة لتجمع اليسار من رئاسة المؤتمر، انظر بلاغ توضيحي رفقته)...
لاحظوا، لقد غطى انتخاب الكاتب العام (الشيخ/الشاب) على الوضع الداخلي للنقابة وعلى أجواء التحضير للمؤتمر وعن الخروقات التنظيمية وعن هزالة حصيلة ما بين مؤتمرين وحتى على النتائج (الديمقراطية الداخلية، المالية، الكوطا...)، وعن دورها في ظل التردي الاقتصادي والاجتماعي الراهن وفي ظل ما يسمى ب"الحوار الاجتماعي"، خاصة وغيابها المفضوح عن انتفاضات الريف/الحسيمة وجرادة، وقبل ذلك عن انتفاضات سابقة على رأسها انتفاضة 20 فبراير... فواقع الصراع الطبقي يفرض انخراط النقابة المناضلة في المعارك المتفجرة والمساهمة في قيادة نضالات الجماهير الشعبية المضطهدة وتأطيرها...
فماذا بعد الآن، أي بعد المؤتمر المهزلة؟
السؤال يعني المناضلات غير المتواطئات والمناضلين غير المتواطئين والقواعد غير المتواطئة...
شارك هذا الموضوع على: ↓