ما الغاية من تحريك ملف الشهيد محمد أيت الجيد بنعسى في هذه اللحظة بالذات؟ وهل الغاية هي كشف الحقيقة كما يقال؟
إن للأمر علاقة بتغير تكتيك النظام وانتقاله لتغيير واجهته السياسية بعد أن قضى وطره من حزب العدالة والتنمية، وبالتالي التشويش وطمس العديد من القضايا الملحة، من بينها الاعتقال السياسي والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المستفحلة...
إن للأمر علاقة بتغير تكتيك النظام وانتقاله لتغيير واجهته السياسية بعد أن قضى وطره من حزب العدالة والتنمية، وبالتالي التشويش وطمس العديد من القضايا الملحة، من بينها الاعتقال السياسي والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المستفحلة...
طبعا لن نستغرب مثل هذه التحركات والشطحات للنظام بمجرد إقدامه على التضحية بأحد خدامه وعملائه، وطبعا لن ننخدع من مثل هاته الخدع التي ترمي إلى مغازلة من هو مستعد لتعويض العدالة والتنمية في تنفيذ مخططات النظام وأسياده الامبرياليين.
فالتجارب الحالية عالميا ومحليا غنية بالدروس والعبر في هذا المضمار، وخلاصتها واحدة، وهي أن الأنظمة الرجعية والإمبريالية تعمل على تحطيم أدواتها الرجعية بعد أن تحقق أهدافها المسطرة أو بعد أن تصبح (الأدوات) غير ذات نفع أو متجاوزة… فمن منا يستطيع أن ينسى الدور الذي لعبته التنظيمات الإرهابية بقيادة تنظيم طالبان في مواجهة الفكر والتنظيمات اليسارية في منطقة الشرق؟ وكيف يمكن نسيان الحرب الضارية التي قادتها التنظيمات الظلامية (بزعامة بنكيران وعبد السلام ياسين ومطيع) إبان الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي؟ وكيف أن أجهزة المخابرات (بقيادة البصري) كانت المرشد والموجه لهم حول تحركات وأماكن تواجد اليساريين؟ وكيف تمكنت هذه التنظيمات من اختطاف واغتيال المناضلين عمر بنجلون والمعطي بوملي ومحمد أيت الجيد بنعيسى، وكل ذلك جرى تحت أنظار المخابرات ومختلف أجهزة النظام القمعية، بل وبمعرفتها المسبقة لما سيحدث؟
لم ننخدع ولن ننخدع يوما بالصراعات وتصفية الحسابات الضيقة بين أركان النظام وحاشيته وخدامه وبأسطوانة "نزاهة" و"استقلالية" القضاء. كما لن نفرط يوما في دماء الشهداء الخالدين. فالنظام لن ينصف الشهداء، لأنه وبكل بساطة هو وأجهزته وأدواته الرجعية (ظلامية وشوفينية) من يقفون وراء اغتيال الشهداء. الشعب وحده سوف ينصف الشهداء الى جانب أبنائه المناضلين من داخل السجون وخارجها.
أما الدفاع عن المجرمين المتورطين في قتل الشهداء، فذاك أمر ليس بغريب، خصوصا إذا كان مصدر هذا الدفاع أسماء معروفة بخرجاتها البهلوانية، أسماء لها دور كبير من داخل وخارج تنظيماتها السياسية في توطيد العلاقة ومد اليد للظلاميين بمناسبة وبدونها.
إن اغتيال الشهيد محمد أيت الجيد بن عيسى وباقي الشهداء قرار سياسي للنظام، صاحب الضوء الأخضر للقوى الظلامية لتنفيذه، وهذه الحقيقة أصبح يعرفها الداني والقاصي. أما نحن، فسنظل متشبثين بمواقفنا من القوى الظلامية والنظام على حد سواء، وإنصافنا للشهداء لن يكون إلا عبر إنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، حلم كافة شهداء شعبنا...
شارك هذا الموضوع على: ↓