2019/01/28

مناضل نقابي// معركة العاملات المطرودات والمعتصمات أمام مقر شركة "سوبروفيل" الإستغلالية - 2

بحلول ليلة اليوم الأحد سيكون إعتصام العاملات المطرودات أمام مقر شركة "سوبروفيل" الاستغلالية، قد دخل شهره الثالث ولا زلن يقاسين المعاناة تلو الاخرى.


 يبلغ عدد العاملات المطرودات أكثر من 60 عاملة من أصل حوالي 135 عاملة في محطة التلفيف بالشركة ،بالنسبة للعمال فهم قليلوا العدد ويقتصر تواجدهم على عملية نقل "Les palettes " 
هذا الطرد الذي أقدمت عليه مجموعة "سوبروفيل" الإستغلالية جاء كنتيجة لمجموعة من الخطوات التي أقدمت عليها الشركة بالمدى المتوسط نسبيا ، اهمها تغيير نوع المنتج، بحيث كانت الشركة متخصصة في زراعة أشجار الفاكهة (الخوخ، البرقوق ، الثوم القصبي، المشمش، العنب ، التوت ، الشهدية، بالإضافة للطماطم) 
فأصبحت تنتج (الاعشاب العطرية، النعناع، التمر ) والتي تحقق أرباح خيالية وفق الإتفاقات المبرمة مع الجهات الوصية على القطاع، علاوة على تخفيض كيمة الإنتاج كخطوة ثانية، كل هذا بمثابة مؤشرات تدل على أن 75 من النساء العاملات المتبقيات في محطة التلفيف ينتظرهن نفس المصير، أي الطرد/ التشريد.

يبلغ معدل سنوات إشتغالهن/إستغلالهن في محطة التلفيف حوالي 14 سنة ، لمدة 9 أشهر في السنة ( من بداية شهر شتنبر الى غاية الأسبوع الأول من شهر يونيو)، و بمعدل يفوق 8 ساعات من العمل المضني يوميا بأجر لا يتعدى 70 درهما، كل هذا وأكثر مصحوبا  بظروف نقل محفوفة بكل مخاطر حوادث السير، وهن على متن عربات نقل البضائع ذهابا وإيابا الى الشركة الإستغلالية.

وفي مشهد يوضح إحتقار الإنسان وقمة ٱستغلاله، تقوم الشركة الإستغلالية منذ تأسيسها والتي يديرها كبير المستغلين بمنطقة اشتوكة المدعو Puech Pierrick  المتوفى حديثا، بمساهمة مستغل/ مستثمر مغربي آخر بنقل منتجاتها عبر شاحنات ضخمة و مجهزة بمعدات التبريد لنقلها الى نقطة تخزيين تقع بجنوب فرنسا، وٱنطلاقا منها، يتم تصديرها الى السوق الاوروبية  وخاصة دول أوروبا الشرقية.

فصول معاناتهن المتراكمة والمتأزمة طيلة السنوات الماضية، إشتدت وطأتها جراء الطرد/التشريد الذي تعرضن له منذ بداية شهر شتنبر الماضي، إضافة الى تعرضهن لمحاولات الترهيب، و محاولات التحرش والتلصص عليهن ، ومحاولات ٱستفزازهن بصب النفايات السائلة ٱتجاههن، و تسخير بعض الاشخاص لإثارة الرعب وسطهن خاصة في الليل، ونزع لافتاتهن الإحتجاجية وشعاراتهن المعبرة عن معركتهن النضالية. كل هذا وأكثر لدفعهن الى تفكيك المعتصم بعد ٱنهيار معنوياتهن.

الى حدود الآن، لا تزال الشركة الإستغلالية تنهج أسلوب إطالة أمد أزمتهن، ومحاولة ٱستنزاف طاقة العاملات، ويتم الترويج في صفوف عاملات وعمال الشركة الغير المطرودين أن الشركة تقترح إلحاقهن بالقطاع الزراعي للشركة أي الضيعات الفلاحية التابعة للشركة، وذلك كي يسهل الإنفراد بهن والإلتفاف على حقوقهن وطردهن لاحقا من الضيعات بمبررات ٱرتكابهن أخطاء جسيمة في العمل الجديد المفترض، بحكم عدم حرفيتهن في أعمال الجني.

أقدمت العاملات من أجل تدبير صمود المعركة النضالية على تشكيل ثلاث أفواج من المعتصمات، يتناوبن في التواجد بشكل دائم في المعتصم حيث يطالبن بحقهن في العمل و إرجاعهن الى مقرات عملهن و يرفعن الشعارات المعبرة عن وضعهن المزري جراء طردهن وتشريد أسرهن ومنهن من تعيل أسرتها إضافة الى بقية العائلة.  
وكشكل من أشكال صمود العاملات المطرودات فإنهن يعبرن على قناعتهن الراسخة في التشبت و النضال عبر النقابة ودفع مكاتبها و هياكلها الى الإنصات إلى أصواتهن و الٱستجابة الى خطواتهن النضالية و تجسيد أشكالهن النضالية وقيادتها في ٱتجاه إنتصار ملفهن المطلبي، وليس أن تتنكر القيادة المحلية و الجهوية لخطواتهن النضالية، وفي هذا الإطار، فالعاملات المطرودات المعتصمات عبرن على يقظتهن بٱستمرار ضد أي محاولة لكبح معركتهم النضالية و أي محاولة لقيادتها نحو الفرجة وتكرار الأشكال النضالية الرتيبة، الخالية من أي مضمون كفاحي و مقاوم من شأنه وضع حد لٱستغلالهن و معاناتهن و تحقيق مطالبهن.   

كما تدعو العاملات المطرودات والمعتصمات كل المكاتب المحلية و الاقليمية للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي المنضوية تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل، وكافة عمال وعاملات الشركة وكافة التنظيمات  المناضلة و كل المناضلين الجذريين لقضية الطبقة العاملة في كل مواقع تواجدهم بالدعم والتضامن اللامحدود، وتجسيده ميدانيا الى جانب معركتهن النضالية إستعدادا منهن للقيام بخطوات نضالية نوعية في غضون الايام القادمة. 





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق