يعيش الآن المناضل الحسين الطوكي ظروفا صحية صعبة، وصعبة جدا. أتمنى أن ينتصر صموده على شراسة المرض.. وأتمنى أكثر من ذلك أن ينتصر اعترافنا على "الجحود" تجاه رفاقنا.
وأقصد بالجحود سقوطنا بوعي أو بدونه في متاهات اليومي، ومنها الانشغالات السياسية؛ وبالتالي نسيان أو تناسي (سيان) الواجب تجاه رفاقنا والعديد من المناضلين، جنود الخفاء...
كيف نتجاهل تردد رفاقنا على المصحات؟
كيف نستريح ورفاقنا يتعذبون؟
كيف نفرح ورفاقنا يتألمون؟
لن نعيد لرفاقنا وللمناضلين ما سرقه النظام وزبانيته، وخاصة شبابهم ومستقبلهم؛ لكن نستطيع خلق أجواء الفرح والابتسامة والاعتزاز بالتضحيات والبطولات المقدمة من طرف أبناء شعبنا، مقابل الإجرام الذي يتواصل بدون حدود...
لقد صرنا نشيع المناضل تلو المناضل والرفيق تلو الرفيق، وأعيننا جاحظة والدموع تكاد تغرقنا في أنهار "التواضع" المزيف الذي يخفي العجز أمام جبروت النظام...
لقد صرنا ننتظر "سقوطنا" الواحد تلو الآخر...
لنسارع الزمن ولنستبق "الموت" القسري، القتل قبل الأوان...
لقد قتلنا يوم قتل أول شهيد...
لنحتف برفاقنا "أحياء" قبل الوداع الأخير...
فلن تجدي كلمات وقصائد الرثاء ولو تكن مأثرة. ولن تشفع لنا الدموع في "تخاذلنا"...
ليحمل شهداءنا الكلام الجميل والوفاء في آذانهم..
لنتعاهد على مواصلة المسير الى جانب شعبنا في درب ثورته القادمة...
فكل ضحايا القمع السياسي شهداء، بشكل مباشر أو غير مباشر...
لنكرم رفاقنا والمناضلين، بدون حسابات أو مزايدات..
لنعترف، لنصمد، لنقاوم...
لنسجل الحقيقة للتاريخ... أليس الاعتراف فضيلة؟!
لنكرم الرفيق الحسين، اليوم وغدا...
لنكرم الرفيق الحسين، حيا وشاهدا...
لنكرم الرفيق الحسين، ذاكرة ورمزا...
لنكرم تجربة الرفيق الحسين قبل السجن وداخل السجن وخارجه...
لنكرم مساره النضالي، تعريفا وتوثيقا..
لنكرم الرفيق الحسين لمرات ومرات...
فلن نخسر غير صمتنا وعجزنا...
وسنربح ثقتنا في أنفسنا وفي رفاقنا وفي المناضلين وفي شعبنا المكافح...
شارك هذا الموضوع على: ↓