2019/01/11

حسن أحراث// نقاباتنا: قواعد مناضلة وقيادات متواطئة..

أزمة العمل النقابي بالمغرب في قياداته. فكل قيادات النقابات المركزية متواطئة مع النظام القائم، وبدون استثناء.

 ولوضع النقط على الحروف، فالمركزيات النقابية المعنية بالدرجة الأولى هي الاتحاد المغربي للشغل (أم النقابات) والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والكنفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. ومرد ذلك أساسا الى تواطؤ القوى السياسية الحاضنة لهذه القيادات النقابية بدورها مع النظام القائم.
لست في حاجة الى تقديم البراهين والحجج والأدلة، فالمناضلون والشعب المغربي كافة يدرك ذلك. لأننا عشنا على مدى زمني طويل خيانات هذه المركزيات النقابية والقوى السياسية الحاضنة لها. وفي جميع الأحوال، أتحمل مسؤولية موقفي هذا..
واليوم، وقبول هذه المركزيات الجلوس على "مائدة" الحوار (وأي حوار) مع وزير الداخلية بدل رئيس الحكومة، مقدمة أو صيغة أخرى مذلة للمزيد من الخضوع والتواطؤ. ليس لأن رئيس الحكومة رئيس فعلي للحكومة، أو بيده الحل والعقد، بل لأن في الأمر مناورة مكشوفة لربح الوقت وتضليل الشغيلة وعموم الجماهير الشعبية المضطهدة.
والخطير أن القيادات النقابية هذه تعمل على قتل النضالات التي تتوسع باستمرار وعلى إفراغها من مضامينها الطبقية والكفاحية. وذلك من خلال تسويق الوهم بغاية إجهاض آفاق المعارك المفتوحة في العديد من القطاعات.
لقد ألفنا الشعارات والوعود الزائفة للقيادات النقابية. فشعارات/وعود النهار تمحوها شعارات/وعود الليل، وهذه الأخيرة تمحوها شعارات/وعود النهار..
فما معنى مسيرة بالسيارات الى مدينة طنجة؟ هل هي رحلة سياحية أم فرجة/استهزاء أم ضحك على الذقون...؟
أين "نقاباتنا" (العتيدة) من الإضراب العام؟
أين "نقاباتنا" المركزية والقطاعية من الإضرابات المتصاعدة؟
أين "نقاباتنا" المركزية والقطاعية من المسيرات المحلية والجهوية والوطنية؟
أين "نقاباتنا" من الاستمرارية النضالية المنتظمة حتى انتزاع الحقوق واسترجاع المكتسبات؟
أين البرامج الدقيقة ل"نقاباتنا" في ظل التردي الاقتصادي والاجتماعي المستفحل؟
أين "نقاباتنا" من قراءة والتفاعل مع ارتفاع حدة الصراع الطبقي ببلادنا؟
أين "نقاباتنا" من شعار "إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين"؟
أين "نقاباتنا" من شعارات "فضح الفساد" و"عدم الإفلات من العقاب" (المحاسبة/المساءلة)؟
أين "نقاباتنا" من توحيد العمل النقابي والانخراط في المعارك هنا وهناك بمختلف مناطق بلادنا؟
بالفعل، أعترف أننا نتوجه رأسا (ودائما) للقيادات النقابية. إلا أننا لا نتوخى من هذه القيادات القيام بما يجب القيام به. إننا نفضح هذه القيادات ونندد بتواطئها، بل بخيانتها وكذلك القوى السياسية المرتبطة بها..
كما أعترف أن القواعد النقابية تتحمل جزء مهما من المسؤولية. فالقواعد النقابية هي من نصبت على جراحها تلك القيادات المافيوزية. وبالتالي ما هو جوابها العملي عن تخاذل القيادات النقابية وتواطئها؟
لماذا سكوت القواعد النقابية وخضوعها لأجندات القيادات الخائنة؟
لا أقول بتواطؤ أو تخاذل القواعد النقابية، بل أقول بضعفها وتشتتها في ظل غياب أداتها الثورية المنظمة والمؤطرة، وكذلك اختراقها من طرف مرتزقة العمل النقابي والعناصر المجندة من قبل النظام لإجهاض المبادرات والمعارك النضالية..
باختصار، المسؤولية تقع أيضا على كاهل القواعد النقابية المناضلة، المعنية بالمساهمة الى جانب كافة المناضلين في بناء صرح الأداة الثورية التي بدونها ستضيع التضحيات والنضالات، وستتكرر التجارب الفاشلة، وسيستمر النظام القائم في جرائمه واستنزافه لخيرات بلادنا وطاقات شعبنا...
نقول قواعد نقابية مناضلة، لا جدال في ذلك. لكن، لماذا تقبل هذه القواعد (الجيوش) المناضلة بقيادات نقابية متواطئة، بل خائنة؟
إذا خانت القيادات، ماذا عنا نحن القواعد؟
كيف نقبل بقيادات باعتنا (باعت شعبنا) في المزاد العلني؟
وللتدقيق أكثر، ما هو موقف المناضلين النقابيين من عبث القيادات النقابية سليلة القوى السياسية المنبطحة؟
إننا من موقع القواعد المناضلة (سياسيا أو نقابيا)، شئنا أم أبينا، نتحمل المسؤولية، نقابيا وسياسيا...
لنناضل من أجل وضع حد لهذا العبث الذي سيسجله/سينحته التاريخ على جباهنا...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق