18‏/01‏/2019

انتفاضة الشعب السوداني: لنتعلم الدروس من تضحيات وتجارب الشعوب

منذ عدة أسابيع وانتفاضة الشعب السوداني مستمرة وفي اتساع ضد النظام الديكتاتوري بقيادة عمر البشير الذي عمر طويلا وعمرت معه مظاهر القمع والتقتيل والتفقير.

إن انتفاضة الشعب السوداني هي نتيجة حتمية للسياسات التي ينتهجها النظام الرجعي بالسودان، هي نتيجة حتمية للتبعية للامبريالية، هي نتيجة لعقود من القمع والحصار والتجويع والتقتيل. وهي امتداد للانتفاضات الشعبية التي سبقتها على طول خارطة المنطقة.
إن للشعب السوداني تجارب ضاربة في عمق تاريخه المشرق خصوصا الانتفاضات سنوات 1964 و1985 و2013؛ وبالتالي فإن كل المحاولات الجارية لاحتواء الانتفاضة من طرف عملاء الامبريالية بالمنطقة (مصر وقطر والسعودية...) سوف تصطدم بإرادة شعبية لا تقهر اليوم وبعد اليوم. وأكيد أن الجماهير الشعبية والمناضلين المخلصين للقضية لن يسمحوا بالركوب على الانتفاضة وتحويرها عن مسارها الطبيعي، وهذه المهمة هي الأصعب على الإطلاق؛ فمآلات انتفاضات شعوب المنطقة منذ سنة 2011، وحتى قبلها، تعطينا صورة واضحة عن الضعف والوهن الذي ينخر الثوريين عبر المعمور. فبدل الاعتماد على قوة الجماهير الشعبية وفي مقدمتها سواعد العمال وبناء الذات في معمعان الصراع الطبقي والقتال بالوسائل والإمكانيات المتاحة في أفق تطوير الأداء الثوري والصمود؛ وعوضا عن ذلك، اندفع بعض المترددين والمتذبذبين لقبول "المساعدة" المسمومة التي قدمتها الامبريالية وعملاؤها المحليون وبالتالي الانخراط في متاهات المهادنة والتحالفات القاتلة. وبالتالي أصبحوا لعبة في يد الرجعية ضد مصالح ومطامح الشعوب المضطهدة المنتفضة..  
إن الشعب السوداني ومناضليه المخلصين معنيون، كما هو الشأن بالنسبة لكل الشعوب والثوار، الاستفادة من هاته الدروس لتفادي الانكسارات السابقة، أي عدم الاستكانة أو اللجوء إلى الزاوية، وتوظيف هاته الانتكاسات لتبرير الخيانة والتخاذل. إن المطلوب هو تطوير نضال الجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة وحلفائها وتأطيرها وقيادتها نحو خلاصها في أحلك الشروط. كما أن نسيان أو تناسي الدور الطليعي والقيادي الذي يجب أن تضطلع به الطبقة العاملة في معمعان الأحداث الجارية سوف يكون بمثابة خيانة للمصالح العليا لهاته الطبقة وللجماهير الشعبية عموما. إن كل انتفاضة شعبية أو ثورة في العصر الراهن تستثني من حساباتها الدور الرئيسي للطبقة العاملة في عملية التغيير هاته، لن تكون غير عمليات مكرورة لإعادة انتاج الوضع القائم بطلاء "ثوري"...

عاشت انتفاضة الشعب السوداني البطل
المجد والخلود لشهداء الانتفاضة وكل التضامن مع المناضلين الثوريين 
  مزيدا من النضال والصمود حتى النصر الأكيد
عاشت نضالات الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق
عاشت نضالات الطبقة العاملة



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق