05‏/02‏/2019

حسن أحراث// فنزويلا اليوم، كما الشيلي الأمس... التاريخ يكرر نفسه بمأساوية

لنتذكر ما حصل بالشيلي في 11 شتنبر 1973 من مجازر.. إنه سؤال الذاكرة دائما..

بعد الحصار الاقتصادي الذي فرضته الامبريالية والصهيونية والرجعية على الشيلي، وخاصة ما تعلق بصادرات النحاس، وما نتج عن ذلك من إضعاف للرئيس سلفادور أليند (Salvador Allende Gossens) المنتخب ديمقراطيا (03 نونبر 1970)، زحف المجرم بينوشي بجيشه المدعوم من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وفلولها لإسقاط حكومته.
سقط النظام (الوطني) بالشيلي فعلا، وساد النظام العسكري الرجعي العميل لأمريكا زمنا طويلا..
فكم من جرائم اقترفت (اغتيالات، اعتقالات، تشريد...) وكم من ضرائب أثقلت كاهل شعب الشيلي، وكم من نهب واستغلال لخيرات الشيلي، وكم من دموع ومعاناة ومحن...
وكم من سنة، بل ومن عقود ضاعت من عمر شعب الشيلي ومستقبله..
ماذا عن أكذوبة "العدالة الانتقالية" بالشيلي وبغير الشيلي؟
اليوم، تعيش فينزويلا وثرواتها (النفط بالخصوص) سيناريو الشيلي وبمأساة كاريكاتورية فظيعة...
اليوم، يزحف المجرم رئيس الجمعية الوطنية خوان غوايدو المدعوم، كما دائما، من طرف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والصهيونية والرجعية، ضد الرئيس الحالي نيكولاس مادورو...
إننا لا نعتبر النظام القائم بفنزويلا خلاصا أو مخلصا للشعب الفنزويلي والطبقة العاملة في المقدمة، كما لم يكن ذلك سنة 1973 بالنسبة لشعب الشيلي.
إنها أنظمة وطنية، تناقضت وتتناقض مصالحها مع مصالح الامبريالية. لكنها لا تخدم مصالح البروليتاريا بالضرورة. فهناك الاستغلال والاضطهاد والصراع الطبقي. فلتكن لدينا الجرأة السياسية والمبدئية النضالية لنسمي الأشياء بمسمياتها.
وأي دعم لهذه الأنظمة خارج أو بعيدا عن استحضار مصالح البروليتاريا، لن يكون غير توقيع على بياض لشيكات مجانية لفائدة البورجوازية، القاعدة الطبقية لهذه الأنظمة، ضدا على الطبقة العاملة وحلفائها...
فهل خوض الحرب العالمية الأولى باسم الوطنية، كشعار دعائي شوفيني، بررت الانخراط الفج للأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في الحرب القذرة الى أجانب الأنظمة، بمسوغ الدفاع عن الوطن؟
فللأنظمة حساباتها ومشاريعها، وللطبقة العاملة وحلفائها وأحزابها الشيوعية حساباتها وتطلعاتها.. 
فلا نظام الشيلي سنة 1973 كان اشتراكيا، ولا النظام القائم اليوم بفنزويلا اشتراكيا. فلا اشتراكية بدون ديكتاتورية البروليتاريا، إذا كنا فعلا شيوعيين...
من جانبنا، نناهض الامبريالية والصهيونية والرجعية ونفضح الجرائم المقترفة بفلسطين والمغرب وبكافة مناطق العالم، بكل قوة وعلى كافة الواجهات، ونناضل الى جانب الشعوب المضطهدة بفنزويلا وفلسطين والمغرب وبالعالم وفي المقدمة الطبقة العاملة (يا عمال العالم وشعوبه المضطهدة اتحدوا) من أجل الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية أولا، وثانيا الثورة الاشتراكية، أي إقامة الاشتراكية العلمية، التي ليست غير ديكتاتورية البروليتاريا...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق