ازداد بمدينة سلا يوم 13 مارس 1956
تحل يوم الثامن من شهر فبراير 2019 الذكرى السادسة والثلاثين لاستشهاد المناضل البطل البريبري منتصر، أحد رموز الحركة الماركسية اللينينية المغربية (الحملم) التي عرفت النور والتنظيم في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وفي أوج غضب وهيستيريا النظام القائم بالمغرب إثر الانفجارات الاجتماعية المحلية والدولية (انتفاضة اولاد خليفة، المحاولات الانقلابية المتتالية ...).
كانت ولادة عسيرة.. وبالفعل، ولادة تحت نيران العدو الهمجية...
كان الشهيد منتصر من قادة تنظيم لنخدم الشعب، أحد تنظيمات الحملم إلى جانب كل من منظمة إلى الأمام ومنظمة 23 مارس، ومن طينة خاصة وعزيمة صلبة وديناميكية قوية. هذه الميزة جعلته شاهدا على جحيم عقد السبعينيات وبداية عقد الثمانينات من القرن الماضي، حيث لم تطله أيادي غدر النظام رغم قساوة وفظاعة البطش التي تعرض لها المناضلون آنذاك، إلا في مثل هذا الشهر المشؤوم من سنة 1983، بعد أن كان معظم قادة التنظيمات الثلاث إما وراء القضبان وقد استشهد خيرتهم (الشهيد عبد اللطيف زروال تحت سياط الجلاد، الشهيدة سعيدة المنبهي في إضراب لامحدود عن الطعام، جبيهة رحال) أو خلف الحدود أو في عمق المنحدر...
كان الشهيد منتصر رمز الإنسانية بسلوكه وصدقه النضاليين بشهادة معظم رفاقه في التجربة القاسية، ومنهم من جعل اسمه اسما خالدا حملته الأجيال الصاعدة، وكانت له رؤية ثاقبة حول التنظيم في العمل السري والعلني. وكان ساهرا على تنظيم وترتيب معظم اللقاءات السرية لتنظيم ''لنخدم الشعب"، رغم الإمكانيات المحدودة أو شبه المنعدمة. وبالموازاة مع ذلك، كان الشهيد نشيطا في بعض الجمعيات الثقافية الجادة وساهم بشكل كبير في تأطير المظاهرات والمسيرات النضالية في شوارع الدار البيضاء...
إن التجربة النضالية الغنية للشهيد منتصر البريبري ولشهداء الحملم بشكل عام، لا زالت تمتلك في تاريخها القريب منا، الكثير من الدروس والمعطيات الهامة، للمزيد من تنوير المناضلين وتعبئتهم وتحفيزهم على مواصلة العمل الثوري.
إننا نعمل جاهدين على نشر ما نملك من معطيات عنها في الذاكرة الحية، لكي لا تعرف النسيان (القتل) أو التشويه والطمس، كما يسعى النظام وأزلامه إلى ذلك. إنها مسؤولية جنود الخفاء والمناضلين من أجل الكشف عن كتابات ووثائق وأرضيات التجربة والإدلاء بشهادات تغني وتطعم المعرفة للتاريخ وللجماهير الشعبية، حتى نعطي للشهيد حجمه الحقيقي في الصراع الطبقي الراهن...
وللمستقبل ماض وحاضر، كما للماضي والحاضر مستقبل...
دمت شهيدنا، أيها المنتصر، شامخا في ذاكرة الشعب المغربي المكافح...
شارك هذا الموضوع على: ↓