بات من الواضح أن الجرائم في حق شعبنا أصبحت واقعا مألوفا لدينا.
ننام والواحدة لا تفارق أعيننا، لنستيقظ وأسوء منها ماثلة أمامنا، مثال مجزرة الغرب (م. بوسلهام) في حق العمال الزرعيين والعاملات الزراعيات الذين ينقلون الى ضيعات القرون الوسطى على شكل قطيع الأغنام مكدسين في شاحنات وملامح العبودية بادية على الوجوه. ووضع اللثام على الوجوه دلالة على احتقار الذات، كنتيجة مباشرة لطبيعة الأشغال التي ينجزها هؤلاء العمال والعاملات. وهذا لا يقتصر على منطقة دون أخرى، إنها السمة المشتركة على طول خريطة هذا الوطن الجريح.
إن بشاعة الاستغلال الذي يتعرضون له تنتفي معه أدنى الشروط المقبولة لمزاولة تلك الاشغال الشاقة، وكأننا في زمن العبودية: لا كرامة، لا ساعات عمل محددة، ولا أجرة مناسبة لذلك (الحد الأدنى للأجور)...
والاستغلال لا يقف عند هذا الحد، بل يتعداه الى التحرش والاستغلال الجنسي للعاملات...
إن مصائب الشعب المغربي لا تأتي فرادى، بل تتوالى مجتمعة: التجويع، التشريد، التجهيل... أما التطبيب والصحة، فلا يراهما إلا في اللوحات الاشهارية المعدة سلفا للاستهلاك الإعلامي وتسويق الشعارات الملمعة لوجه النظام البشع، خاصة بالخارج.
افتتحنا شهر ابريل بالزيادات في الأسعار كانعكاس مباشر للقفزة التي عرفتها أسعار المحروقات، وظنناها أكذوبة ابريل، لينضاف ذلك الى القمع الهمجي للأساتذة، حيث تهشيم العظام وإراقة الدماء في شوارع كل المدن دون استثناء
. إنه واقع يبدد أوهام "الربيع" الذي ظن البعض أنه قد حل. وها هي المجزرة في حق المعتقلين السياسيين بسجن عكاشة تسقط ورقة التوت عن عورة النظام القائم، بما هو نظام لاوطني لادمقراطي لاشعبي، وكل الابواق الرجعية منها والانتهازية التي باعت الأوهام للشعب المغربي إبان الانتفاضات السابقة، فالقيادات النقابية والأحزاب السياسية ومن لف لفها، ليست سوى أدوات طيعة في قبضة النظام لتأثيث المشهد السياسي وتسويق بضاعته الفاسدة في المحافل الدولية...
شارك هذا الموضوع على: ↓