2019/04/11

حمان الأطلسي // التعبئة المضادة.

لم تمر إلا ساعات قليلة حتى انكشفت بالملموس معالم المهزلة والطعن في
معركة الأساتذة ومعهم الشعب قاطبة، وذلك حين أعلنت النقابات عن نية قبول فتات الفتات الذي قدمه النظام لها يوم 09 أبريل 2019. بشكل صريح، ولكي نكون "منصفين"، لا تستحق هذه النقابات ما قدم لها إذا استحضرنا معيار النضالية والحركية. إن ما قدم مقارنة بما عبرت عنه ميدانيا فهو أكبر منها. ولكي نكون "وقحين جدا"، ما قدم ليس سوى رد دين للكولسة التي لعبتها تجاه المعركة ومطالب الشعب. قدم لها فتات الفتات لدر الرماد في عيون قواعدها وكجزء من الكعكة لقياداتها طبعا. إن محاولة إسكات القواعد بهذا الفتات يستهدف بالأساس تحطيم أي أفق لمعركة الأساتذة الذين "فرض عليهم التعاقد". وبوعي أو بدونه، فإن المعركة قد تم الإعلان الرسمي من لدن هذه القيادات عن انتهاء أي دعم لها؛ لأن شروط الفتات الذي قدمه النظام هو السلم الاجتماعي؛ وبالتالي عزل الأساتذة المعنيين بالمعركة نضاليا وسياسيا وتنظيميا... ولعل إقدام قيادات الاتحاد المغربي للشغل سابقا على طرد الأساتذة من المبيت في مقرها إشارة واضحة لمن كان عليه أخذ الاشارة. 
وعلى هامش الموضوع، ما هو رد أعضاء الأمانة الوطنية المحسوبين على "اليسار" الذي يدعم معركة الأساتذة؟!! 
لنعد الى موقع القيادات مع قواعده، إن قبول النقابات واضح (انظر بلاغ المكتب التنفيذي ل ك-د-ش) حين قال: "وبعد التوافق على موضوع تحسين الدخل"، أي أن الموافقة مبدئية؛ لأن دور الإطفائي يستلزم ذلك. إذن المهمة الآن ستتجه نحو القواعد لإقناعها بهذا الفتات... لننظر الى هذه الفقرة المنقولة عن مقال في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (المجموعة الرسمية): 
"إذن لماذا سأقبل عرض 9 أبريل 2019 :
- تعميم تحسين الدخل .
- تخفيض مدة التسوية من ثلاث سنوات لسنة ونصف .
- الحوار كان مباشرة مع الدولة بدل حكومة الأغلبية.
- عرض "الدولة" مس لأول مرة القطاع الخاص .
- مواصلة الحوار في باقي نقط الملف المطلبي ابتداء من يوم الخميس 11 أبريل 2019 .
- مراعاة للسواد الأعظم من فئات القطاع العام التي عبرت عن غضبها الشديد بعد رفض العرض السابق ،فكيف إذن ستكون ردة فعلها في حالة رفض العرض الثاني؟"
هذا نموذج للتعبئة المضادة لأي معركة أو للمعركة الحالية للأساتدة المضربين. وهي دعوة صريحة للانبطاح والاستسلام والى الانهزامية. إن هذا الفتات إذا ما قورن بالشروط الموضوعية، فهو تنكر وطمس لسيرورة التناقضات الموضوعية. وذاتيا، هو إيقاف التراكمات النوعية والنضالية في صفوف الموظفين بعد الضربات المتكررة التي تعرضوا لها، والتي ولدت سخطا كبيرا لديهم. لكن بقيادات نقابية فاسدة ومتواطئة كالتي تتربع فوق جراحنا، فإن سيرورة هذه التراكمات ستتحطم على طاولة "الحوار"، وبفتات لا يرقى الى حجم ما استنزف من مكتسبات، كالتقاعد والوظيفة العمومية... 
فبدل حشد الهمم والتعبئة للتصعيد ودعم المعارك، يتم الإقدام على تعبئة مضادة للمهادنة والاستسلام؛ بل أوقح من ذلك، تقديم الأساتذة المضربين على طبق من ذهب لإجرام النظام والتنزيل القسري لمخططاته الطبقية المملاة من طرف المؤسسات المالية الامبريالية، صندوق النقد الدولي والبنك العالمي...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق