09‏/04‏/2019

عزالدين اباسيدي// جريمة القتل الجماعي لعاملات "مولاي بوسلهام" عنوان آخر لنكبة شعبنا الكادح

إن المآسي والفواجع المسلطة على الجماهير الشعبية المضطهدة (عمال، فلاحين فقراء، طلبة، معطلين، حرفيين...) ليست "قدرا" مقدرا، كما يصور ذلك الإعلام
الرسمي والجرائد المملوكة (ورقية والكترونية)، حتى يتم التعاطي معها بلغة الرأفة والعطف (مثال: مأساة يوم 03 أبريل 2019 بمنطقة "مولاي بوسلهام"). إنها مرتبطة بواقع الصراع الطبقي الذي يخترق المجتمع، واقع القهر والاستغلال في أبشع صوره...
والنظام القائم، كعادته، يوظف كل آلياته وأجهزته القمعية والاستخبراتية لطمس الحقائق، ويسيد مزاعمه لحجب وستر كثافة الاستغلال والنهب التي وصلت حد اقتراف جرائم القتل الجماعي في حق العاملات يوم 03 أبريل 2019 بمولاي بوسلهام. لقد أحيت فينا المأساة الأخيرة جريمة الإحراق الجماعي في معمل روزامور بالدار البيضاء وجريمة الصويرة والعاملات بأكادير بيوكرا... دون أن ننسى جرائم النظام في حق بنات وأبناء الشعب، الشهيدة فتيحة والشهيد معاد بالقنيطرة، والشهيدة فضيلة بآزرو، والشهيدة حياة بتطوان، وشهيد بويبلان راعي الغنم، وشهيدة المدرسة العمومية بتارودانت.... 
ومن غير المقبول ممن يدعون تمثيل العمال والدفاع عن مصالحهم، السكوت عن جرائم النظام ومخططاته الطبقية؛ وهو ما يزكي هذه الأخيرة ويضفي عليها "المشروعية"...
ومن المرفوض أيضا عدم فضح المواقف والأدوار الخيانية للقوى السياسية الرجعية والإصلاحية، بمختلف ألوانها التحريفية والشوفينية والظلامية.. .
ومن المخجل والشبهة التصدي لأي مبادرة جريئة وجادة للمناضلين القابضين على الجمر، بل توجيه سهام الطعن من الخلف (الغدر) لكل مناضل ضحى وعانق وعاهد شهداء قضية التحرر والانعتاق (زروال، رحال، سعيدة، التهاني، بلهواري، الدريدي، شبادة، المزياني، المعطي...) وأقسم بالدم لمواصلة المعركة رافعا شعار لا للولاء؛ وذلك من خلال العمل على بناء أداة التغيير أي حزب الطبقة العاملة الماركسي اللينيني القادر على قيادة نضالات الشعب المغربي في كل الظروف لتحقيق التغيير الثوري المنشود...
أمام هذا الواقع المر، واقع انشغال أشباه المناضلين (المرتزقة، مدفوعي الأجر...) بالمسائل التافهة والحروب الهامشية وبالهجومات المجانية الممهنجة على المناضلين الحقيقيين؛ من جهة، وهجوم النظام وأزلامه من جهة أخرى (القمع والترهيب...)؛ تؤدي القضية، قضية العمال والفلاحين الفقراء والطلبة والمعطلين وكافة المقهورين، الثمن باهضا (الاغتيالات والأحكام الصورية القاسية والتشريد والمضايقات...)... 
إن طريق الخلاص واضح، وطريق الانبطاح أوضح...
إن طريق الخلاص شاق وطويل، وطريق الانبطاح سهل وقصير...
ونحن، قد اخترنا طريق الخلاص، و"خلاص"...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق