2019/04/10

حمان الأطلسي // الاساتذة الذين "فرض عليهم التعاقد" بين واقع المعركة وجدلية المخططات الطبقية.

لا جدال في أن معركة الأساتذة الذين "فرض عليهم التعاقد" قد فرضت نفسها
في الساحة السياسية وأربكت العديد من الحسابات، بغض النظر عن خلفياتها وسياقاتها. إلا أن الممارسة ليست كل شيء حين يرتبط ذلك بالصراع الطبقي، فالأمر لا يتعلق بمطلب خبزي محض. وإن كان نضال هذه الفئة كذلك، فإن المطلب مرتبط جدليا بمخطط طبقي مدمر. إنها صفقة النظام للإجهاز الكلي على مكتسب التعليم والتشغيل، أي ضرب عصفورين بحجر واحد. كما أنها ترجمة فعلية لتقارير وإملاءات صندوق النقد الدولي. انه مخطط محسوب يتماشى وحالة الإفلاس الكلي الذي أوصل بها النظام البلاد و"العباد"، ورهن خيرات الوطن للامبريالية وعملائها، وجعل غالبية الشعب تعيش الفقر والقهر رغم وجود خيرات لا تحصى...
أمام هذا الواقع المر، فإن المعركة ليست خارج هذا السياق. إنه واقع موضوعي يعكس بعض أوجه التناقض بين مصالح النظام ومعه التحالف الطبقي المسيطر ومصالح عموم الشعب. وهذه الفئة بالخصوص، لأن النظام بمخططاته التخريبية قد قلم بشكل متدرج مصالح الموظفين وأوصلهم الى حدود أصبحت معها مطامحهم البرجوازية الصغيرة تغرق في واقع مر (غلاء المعيشة، مصيدة القروض...)، إنه مستوى يتهدد وجودها المعنوي... ولعل التوظيف بالتعاقد خير دليل. لقد فضحت المعركة هذا التناقض وأخرجته الى العلن، وفجرت المستور فيما يتعلق بالتعليم والتشغيل .
ورغم ذلك، فما وصلت اليه المعركة لا يعني أنها في مستوى المجابهة. وهذا لا يتعلق بتضحيات وصمود الأساتذة المعنيين بالدرجة الأولى، بل إن أي تراجع من لدنهم ستكون نتائجه وخيمة بالنسبة اليهم وبالنسبة الى عموم الأساتذة. ولنكون واضحين، ما دور الاطارات النقابية؟ إنها ببساطة بموقفها المختبئ وراء التضامن تشكل جزء من المشكل وليس جزء من الحل. والغريب هو ترديد أغلب قياداتها وبشكل علني أن التعاقد إملاء من إملاءات الدواليب الامبريالية؛ جيد، لكن ما موقعكم من "الإعراب"؟ كيف تصرحون بأمر يهدد مستقبل الأجيال، وفي نفس الوقت تكبلون النضال وتقننونه ليتماشى مع إيقاع النظام وبما يحفظ ماء وجهكم أمامه؟ ألا يتطلب هكذا وضع معركة سياسية حقيقية لتحصين التشغيل والتعليم وحقوق الأجيال المستقبلية؟ 
إن أي رهان على "الزعماء" النقابيين سيقوض المعركة وسيجهض أفقها النضالي. ولعل لقاء الوزارة مع الإطارات النقابية يوم الثلاثاء 09 أبريل 2019 لمناقشة نقطة التعاقد ثم اللقاء يوم الخميس 11 أبريل 2019 لنقاش باقي النقاط، يوضح أن النظام يريد جر هذه القيادات الى العبث والتيه والفتات، وهو أعلم بخباياها وأجنداتها...
إن قضية التعليم والتشغيل كلاهما قضية طبقية يستلزم النضال من أجلهما، وخوض معارك وإنتاج تراكمات لتحصين المكتسبات، ارتباطا بأفق طبقي يستهدف تحقيق المشروع المجتمعي المرتبط بمهام الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق