وراء لمعان الاعلانات الزاهية و واجهات المتاجر المزدحمة بالبضائع و الماركات العالمية و تلك الصور النمطية التي تعمل الامبريالية على تسويقها بكل الوسائل عن "الديموقراطية" و "حقوق الإنسان " و الحكايات "المعسولة" عن "تكافؤ الفرص" و عن "المساواة"، إلخ...
وراء كل هذه الشعارات يتعاظم حجم معاداة الامبريالية في العالم برمته (و لو بشكل عفوي)، و يكبر معه سعي الجماهير الشعبية إلى تغيير المجتمع بشكل حاسم. و هو ما يؤكد بجلاء الحقيقة الساطعة التي لا غبار عليها: تعمق أزمة نظام علاقات الانتاج الرأسمالية بشكل منقطع النظير، بحيث تحولت إلى مجتمع متعفن يمشي نحو قبره بلا مَرَدّ.
فالانفاق العسكري بلغ حسب إحصائيات المسمى "معهد ستوكهولم" ألفي مليار دولار سنة 2018 (في الصدارة تأتي الامبرياليتين الامريكية ثم الصينية، يليهما البترو دولار /الرجعية السعودية...).
و في المقابل، هناك أكثر من مليار شخص من سكان العالم (حسب الاحصائيات الرسمية غير الدقيقة تماما) يعيشون الفقر و الجوع و نقص حاد في الغداء، من بينهم أكثر من 42 مليون نسمة في أمريكا وحدها التي تتفاوت فيها مستويات الدخل لدرجة أعلى حتى من تلك التي كانت موجودة في روما القديمة.
إنه الرأسمال، "ذلك الغول الذي لا يعيش و ينتعش إلا حين يمتص الدم و العرق من عبيده المأجورين" (كارل ماركس). فالقيمة الزائدة يصنعها كدح العمال من عرق الجبين و يستأثر بها حفنة قليلة من الرأسماليين. انها تناقضات و عمق اﻻزمة البنيوية التي تعيشها الرأسمالية و الانظمة التابعة لها المبنية على استغلال الانسان للانسان. فالهدف الرئيس للانتاج الرأسمالي هو اغناء البرجوازية بشكل دائم و الى ما لا نهاية..
ان الازمة العامة و العميقة للرأسمالية تشبه الى حد كبير ازمة الامبراطورية الرومانية التي كانت ترمز لتفسخ النظام العبودي. و قد نشأت هده الازمة عن تفاقم التناقضات الداخلية في اقتصاديات الدول الامبريالية و الدول التابعة لها، و عن تعاظم التناقض الطبقي بين الرأسمال و العمل. ازمة طالت نظامها الانتاجي ثم النقدي و المالي و لا ادل على ذلك الركود و التضخم و الأزمات الدورية البنيوية التي تلازم الاقتصاد الرأسمالي بشكل دوري.
في مقابل الازمة الاقتصادية، يوجد مجتمع رأسمالي مريض، اذ من الضروري ان تشمل الازمة حقول الثقافة و السياسة و الاخلاق (كانعكاس للازمة في البناء التحتي).
ان الازمة التي تعيشها الامبريالية ستزداد اتساعا و شساعة و عمقا و سيزداد الخناق على البرجوازية. اما الجماهير الشعبية فسيتعاظم نضالها الذي يهدف الى تغيير المجتمع بشكل ثوري. و لا أذل على ذلك التمدد الأفقي لنضالات الشعوب و الذي طال عقر دار الرأسمالية و ضربها في أعتى مواقعها (السترات الصفراء في فرنسا و انجلترا....).
اذن لا ينبغي الانتظار فمواجهة الاستغلال و الاضطهاد و الاستيلاب و اجتثاثهم هي ضرورة ملحة. هذه المواجهة ينبغي ان تتم في كل حقول الصراع، الاقتصادي و السياسي و الايديولوجي.. ينبغي ان تتم في كل مكان، في المعمل و الضيعة و الشارع..
ان مستقبلنا ، مستقبل الانسانية للتحرر من نير التبعية للامبريالية، يرتبط بطبيعة و حجم النضال الطبقي الذي ينبغي ان نخوضه ضد الرأسمال و اذياله الرجعيين لهدم آلة الدولة القديمة و بناء مجتمع العدالة و الحرية الذي نصبو اليه..
لن تؤدي المهادنة او الركون الى الخلف الا لامتصاص المزيد من دمائنا..لن تؤدي الا لاغراقنا بمزيد من قروض البنوك العالمية لاجيال و اجيال، قروض يستولي عليها البرجوازيون و اصحاب الرأسمال..
لن تؤدي المهادنة الا للاجهاز على ما تبقى من مكتسبات الجماهير الشعبية و اغراقها في فقر اكثر شدة من ذي قبل..
فليوثق الماركسيون اللينينيون صفوفهم، و ليلتحموا أكثر فأكثر بهموم البروليتاريا و عموم الكادحين..و لتأخد دعوات التحريض بعدها الحقيقي في صفوفهم..
فلترتعش الطبقات الحاكمة أمام فكرة الثورة الشيوعية فليس لنا ما نفقده سوى القيود و اﻻغلال و نربح من وراء دلك عالما بأسره. .
يا عمال العالم و مضطهديه اتحدوا!
نقلا عن حائط المناضل "Camarade ML"
نقلا عن حائط المناضل "Camarade ML"
شارك هذا الموضوع على: ↓