كفى من التباكي بعد فوات الأوان.. قوتنا في مرجعيتنا الثورية وفي تحليلنا
العلمي (التحليل الملموس للواقع الملموس) وأيضا في ذكائنا السياسي. كيف نسكت عن الجرائم المفضوحة لبعض الأطراف السياسية وعن الانتهازية المقيتة لأطراف سياسية أخرى، بل أن نتعايش مع "كوكتيل"/سم قاتل تحت مختلف المسميات (ائتلافات وجبهات...)، ونلعب في آخر المطاف دور الضحية وأن نعلن "المفاجأة"؟ يقول المثل الدارج "البكاء وراء الميت خسارة"، ويقول مثل آخر "ليس في القنافد أملس"...
وليس العبرة بالضرورة بالأمثلة والتجارب والتاريخ، لنحلل المرجعيات والشعارات والمواقف.. إنه التخاذل والإغراق في الغيبيات والتأكيد المبدئي على إعدام الديمقراطية وإقامة التيوقراطية المتخلفة، بما يخدم الرجعية والصهيونية والامبريالية...
كفى من التضليل!! كفى من العمى السياسي!! من يدعي نجاح مسيرة الرباط يومه الأحد 23 يونيو 2019 يمارس التضليل في أبشع صوره ويستحق الاحتقار، احتقار الشعب المغربي، الضحية الثانية بعد الشعب الفلسطيني (تأكيد من باب الغيرة النضالية). ونتحداه أن يوضح لنا أين تكمن عناصر النجاح المزعومة..
يقولون مثلا، لم ترفع لافتات الأطراف السياسية.. غريب، إنه غباء فظيع وضحك بطعم المرارة (ضحك على الذقون).. المناضلون الحقيقيون والمبدئيون المشاركون في المسيرة لهذا السبب أو ذاك هم ضحية هذا القرار الغريب (المؤامرة). لماذا؟ لأن الأطراف الخسيسة لا يهمها بالدرجة الأولى رفع اللافتات؛ بل يهمها رفع الشعارات وتسويقها، والمقصود الشعارات غير المجمع حولها، شعارات رجعية وأخرى لتصفية الحسابات السياسية وامتطاء متن المسيرة والمشاركين فيها لإبراز العضلات وإرسال الإشارات الواضحة والمشفرة للجهات المعنية، والفظيع توظيف معاناة الشعب الفلسطيني (هناك فيديوهات توثق هذه الحقائق) وأيضا الشعب المغربي...
يقولون أيضا، مشاركة كثيفة!! يا للبلادة، أو بمعنى آخر يا "للذكاء" البليد!! وفي الحقيقة (وهنا نجبر على الاعتراف) إنه فعلا ذكاء، لكنه الذكاء المضلل والمخادع..
المشاركة الكثيفة، نعم.. المشاركة كثيفة، لكن مشاركة من؟ إنها مشاركة القوى الظلامية وأذيالها.. وما هي نسبة مشاركتك و"جوقتك" يا "صاحبي"؟ هل لديك الجرأة للإفصاح عنها؟ أم يكفيكم نشر الصور بالصفوف الأمامية وسخاءكم بالتصريحات الجوفاء؟
تختبئون وراء "المشاركة الكثيفة" لإخفاء عجزكم وضعفكم اللذين لا يقبلان الإخفاء.. نحن أقوياء بمبادئنا ومواقفنا وبوقوفنا في صف الجماهير الشعبية المضطهدة، وفي مقدمتها الطبقة العاملة.
لنا ولشعبنا المستقبل، فالصراع الطبقي الذي تنفونه سيصنع الحياة السعيدة التي تحلم بها الشعوب المقهورة.. نحن فعلا نحلم، لكننا نعمل من أجل تحقيق حلمنا... ولكل حلمه!!
ونتساءل أمام التاريخ: لماذا تغيب هذه "المشاركة الكثيفة" كلما تعلق الأمر بمعارك أبناء شعبنا؟ !!
هل تناسيتم كم كانت أعدادنا في المسيرات والوقفات التي دعونا اليها، نحن اليسار أو المتشبهون باليسار؟!!
كيف لهذه "المشاركة الكثيفة" أن تسكت عن التردي الذي تعرفه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا؟!!
كيف لهذه "المشاركة الكثيفة" أن تتجاهل المجازر التي تتعرض لها الديمقراطية وحقوق الإنسان؟!!
كيف لهذه "المشاركة الكثيفة" المتبجح بها أن تنام قريرة العين وسجون الذل والعار مكتظة بالمعتقلين السياسيين (الطلبة وأبناء الريف والعديد من أبناء المناطق المنسية...)
كيف لهذه "المشاركة الكثيفة" أن تسمح باستمرار معاناة بنات وأبناء شعبنا؟ا!
مسيرة الرباط يومه الأحد 23 يونيو 2019 بعيدة كل البعد عن خدمة القضية الفلسطينية. من يريد حقا خدمة هذه القضية العادلة من منطلق كونها قضية وطنية لا يمكن أن يتردد في مناهضة النظام القائم وحواريه من هيئات سياسية وقيادات نقابية وجمعوية متواطئة ومتلبسة بتهم الخيانة وألوان الطيف ولغة "القفز على الحواجز" مهما كان علوها...
من يريد حقا خدمة هذه القضية، قضية شعبنا الفلسطيني، فليشمر على سواعده ولينخرط في معارك بنات وأبناء شعبنا...
ويمكن أن نتساءل حتى، عن الجهة التي أومأت "لزعمائنا" بتنظيمها في هذا الوقت بالذات، ووفرت لها كل الدعم اللوجستيكي والإعلامي..
الى متى "نسعد" بأن نستعمل دروعا ووقودا في محركات صدئة ومهترئة تخدم النيران العدوة وحتى "الصديقة"؟
سنبقى نتساءل دائما، وفي السؤال يكمن الجواب...
قليل من الذكاء رجاء..
ننتظر قصفكم كما دائما.. ننتظر هجوماتكم بسيئها وأسوئها..
متشبثون بمواقفنا..
والتاريخ بيننا...
شارك هذا الموضوع على: ↓