28‏/08‏/2019

عز الدين اباسيدي// لا لطمس الحقيقة ..

محاكمة النظام في شخص ممثليه محليا الساهرين على تنفيذ سياسته الإجرامية
لاتتجاوز ولايمكن تغطيتها أو السماح بالتستر عليها تحت أي مبرر يمكن تقديمه كزيارة المستشفى أو انجاز المحاضر أو إحضار الشهود أو التوقيف أو الطرد فالمحاكمة يجب أن تشمل كل من يشرف ويسهر ويطبق سياسة النظام القائم في تخريب قطاع الصحة والتعليم والسكن والشغل وتدمير المدينة وتاريخها وتراثها وتدمير الإنسان فيها.
إن السكوت والصمت أو تغاضي الطرف أو التعالي عن معاناة وآلام والقهر والظلم والحكرة والاضطهاد والاستغلال الذي تعاني منه الجماهير الشعبية بفعل سياسة التحقير والتهميش والتشريد والإذلال والدوس على الكرامة والحط منها والقبول باقتراف الجرائم ضدها بعد أن تم الإجهاز على كل المكتسبات التاريخية وتحويل مؤسساتها العمومية إلى قلاع للتعذيب وصل حد القتل بإعدام الحق في الحياة للأطفال والأمهات الشيوخ والشباب عبر تمرير النظام لكل المخططات الطبقية الاستعمارية المرسومة من طرف المؤسسات المالية العالمية لضمان مصالح أسياده والتحالف الطبقي المسيطر من أي جهة سياسية أو نقابية أو جمعوية تدعي النضال فانه لايعتبر خيانة وفقط بل مشاركة في الجريمة كما أن أي مناضل له غيرة ويؤرقه هذا الوضع ويستفزه ولايبدي رأيه واستعداده للنضال من أجل فضح النظام وتجريم ممارساته وتوضيحها والعمل على التوعية والتاطير والدعوة إلى تفجير المعارك يعتبر خيانة . فما معنى أن تكون مناضلا في الجمعية والنقابة دون أن تمارس وسط الجماهير.
فماذا يعني تدمير وتخريب وإهمال المستشفيات والمدارس العمومية وتشييد وبناء السجون والكوميساريات؟ إن العلاقة واضحة فالسجن هو المكان المخصص لكل طفل نجا من القتل وضمن حقه في الحياة سواء لأنه ولد خارج المستشفى أو لأنه نجا بأعجوبة مع أمه من إجرام النظام في أقسام الولادة ؛ وليس المدرسة العمومية وحتى وان ولجها فمكانه اما الشركات الرأسمالية كعامل أو السجن الكبير أي الواقع المر أو نزيل زنزانة هكذا هي العلاقة التي كرسها النظام ويحاول تكريسها بعد أن مر إلى السرعة القصوى بالعمل على نشر ثقافة الرداءة والتفاهة والإذلال والانهزام والاستسلام والعجز والانبطاح وتشجيع الميوعة واللامبالاة والخيانة والفردانية والإجرام والانحراف والاغتصاب والقتل والرياء والخسة والنذالة والقوادة والعهارة والتفسخ والانحلال والكذب والاغتراب والاضطهاد والفقر والظلم والحكرة والنهب والاستغلال والذل وعمل على ضرب مقومات الكرامة من عزة وثقة وإرادة وشجاعة وشهامة وتضحية ليسهل عليه ويتمكن في اعتقاده وهو واه من إبعاد وتحييد وإلهاء الجماهير الشعبية الكادحة واقتلاعها من واقعها واقع الظلم والقهر والاستغلال المفروض قسرا عليها بالقمع والاعتقال من طرفه كنظام لاوطني لاديموقراطي لاشعبي ديكتاتوري رجعي هو المسؤول عن هذا الواقع وذلك لضرب أي مقاومة أو رفض شعبي أو تأجيل أي انفجار أو انتفاض ضده لاقتلاعه من جذوره حيث لم يعد هناك خيار أمام الجماهير الشعبية للتخلص من الامها وتحقيق طموحها في بناء سلطتها الديموقراطية الشعبية إلا هذا الخيار خصوصا وأن الدروس تقدم من شعب إلى شعب فالسودان حبلى بالدروس والمهم فيها هو الإسقاط من أجل البناء، لكن العكس هو الصحيح فبالرغم من خيانة ومشاركة وتواطىء ودعم وصمت الأحزاب السياسية والقيادات النقابية البيروقراطية وتطبيل المنظمات الحقوقية وخلق المجالس اللاوطنية ومايسمى باللجان الإستشارية ولجان الكفاءات لتمويه الصراع وتجديد الثقة فيه فالرفض الشعبي (عمال وفلاحين وطلبة ومعطلين وكل فئات الشعب المضطهدة ) لسياسته الطبقية على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتشبثه بخيار المقاومة منتجا في سبيل ذلك الأشكال النضالية القوية للدفاع عن المكتسبات التاريخية والهجوم على المسؤول المباشر عن سياسة التدمير والإبادة التي ينهجها ويفرضها بالحديد والنار وبالدعاية والشعارات وباشراك حكومته واحزابه وبرلمانه ونقاباته ومجالسه الجهوية والحضرية والقروية وولاياته وعمالاته ونياباته في التعليم ومندوبياته في الصحة. 
إن سبب هذا التقديم المطول والمقصود هو توضيح وتأكيد أولا على أن النظام بسياسته في قطاع الصحة بصفرو هو المسؤول عن وفاة العاملة الحامل في الشهر المنصرم بالرغم من كل التبريرات المقدمة من المندوب المنتمي لحزب التقدم والاشتراكية ومن المدير.
إن تنظيم الوقفات وتعداد الخروقات والدعوة لفتح تحقيقات وما إلى ذلك لا تغير في الواقع أي شيء والدليل هو ما تعرضت له المرأة الحامل من إهانة وسب وضرب وشتم وصفع وما تتعرض له الجماهير الشعبية كل يوم، بالتالي فإن لغة فتح تحقيق وتنظيم لقاءات والاستفسار أصبحت متجاوزة لأن ممثلي النظام يعتمدونها كآلية للاطفاء وربح الوقت .
ان ردة الفعل دون الاستمرار في الفعل هو عمل محمود ومقبول لدى الخصم الطبقي لذا يجب إنتاج فعل قوي ومنظم تسترد به الجماهير مكاسبها.
لأبين أن من يدافع عن سياسة النظام كما هو الحال في مستشفى محمد الخامس بصفرو ويسمحون ويسهرون بصفتهم مسؤولون اداريون على سياسة تدمير وتخريب الصحة وتقتيل المواطنين وتحقيرهم هم من يسمون أنفسهم بمناضلي الأحزاب "التقدمية" .
فالمندوب من التقدم والاشتراكية والمدير والوزير كذلك وسندهم حليفهم الحكومي والمحلى الحزب الظلامي الذي يرأس المجلس البلدي والحكومة الساهر على اغراق المدينة في الفوضى والظلام حيث لم يسبق للمدينة أن عاشت هذا الوضع من احتلال للحدائق والساحات والشوارع إلى درجة أصبح القلق والتذمر والعنف هو ميزة ساكنيها فالمجال أصبح خصنا ومرتعا تسهر على ادامته السلطة لتفريخ جميع مظاهر الانحراف.
إن جل الأحياء مهمشة ومقصية منعدمة التجهيز فالظلام هو الإنجاز الوحيد للقوى الظلامية وحلفاؤهم والتخريب والدمار هو مايميزهم فلا إجابة على المطرح وروائحه التي تعدي الساكنة إلا إجابة الفساد هذا دون الحديث عن منتجع الشلال التنفس الوحيد لفقراء صفرو فاس. 
أخيرا كيف لنا أن نقبل سياسة تخريب وتدمير ممتلكاتنا وسرقتها ونهبها وممارسة التقتيل والإجرام فيها من قبيل الصحة والتعليم وكيف نقبل تدمير الإنسان فينا حتى نسمح بتشريد الأطفال وتحقير الأمهات الحوامل والرضع. 
كيف نقبل أن لا يكون لنا حضور في الميدان وسط الجماهير لتوضيح خطورة مايقع ومايحاك ضد مصالحنا وارشادها فالى الطريق الصحيح طريق التغيير الجذري لاوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية كطريق وحيد واوحد للخلاص من هذا النظام.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق