28‏/08‏/2019

حسن أحراث // سؤال في ذكرى الشهيد/ة.

في ذكرى الشهيد/ة، أي شهيد أو شهيدة، يقوم المناضلون والمناضلات بأشياء كثيرة تشرف الشهيد/ة.
بدون شك، هناك أشياء أخرى سلبية ليس المجال الآن للتوقف عندها (تم تناولها في عدة مناسبات). والأهم هو مواصلة التخليد بما يرمز اليه من وفاء للقضية واستعداد للتضحية، وهو أيضا الرقي النضالي الى مستوى تضحيات وإنجازات كافة الشهيدات والشهداء، ودون تمييز أو انتقاء أو توظيف/امتطاء... 
الهدف من هذه التوطئة العامة هو التركيز على ما هو إيجابي (النصف المملوء من الكأس)، أي تثمين الفعل النضالي رغم محدوديته وأحيانا هامشيته، اقتناعا بأن "رحلة ألف ميل تبتدئ بقدم واحدة" أو "رب شرارة أحرقت سهلا"...
لكن وبحرقة لا تقاوم، هل تفاؤل المناضل وحماسه، أو بالتفاؤل والحماس وحدهما، سنتقدم في الفعل النضالي؟
هل بالقبض على الجمر فقط، سننجز الثورة؟
هل بترديد الشعارات، والشعارات الثورية والأكثر ثورية، سنخدم القضية، قضية شهيداتنا وشهدائنا، قضية شعبنا؟
هل بحضورنا هذه الذكرى أو تلك، سنكون أوفياء لقضية الشهيد/ة؟
أسئلة لا تنتهي. 
صراحة، طرحنا حد الملل أو التخمة ما يكفي من الأسئلة، بما في ذلك الأسئلة الجارحة، الأسئلة المباشرة وغير المباشرة، من قبل ومن بعد.
واليوم، يهمني، بإصرار نضالي، طرح سؤال واحد في الذكرى الخامسة والثلاثين (35) لاستشهاد الرفيقين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري، ليس لتميزهما عن باقي الشهيدات والشهداء، بل لأني تقاسمت معهما؛ لحما وعظما ودما، الزنزانة والكاشو وسوط الجلاد والجوع (الإضراب اللامحدود عن الطعام) والعهد والقضية والغد...؛ ولحظات جميلة أيضا داخل المعتقل وخارجه تعبر عن الشموخ والإباء... 
سؤالي باختصار، وللتاريخ: هل قمنا، لا أستثني مناضلا واحدا، وبصيغة المفرد والجمع، بتقييم مسارنا النضالي الحالي (نقط ضعفنا ونقط قوتنا) في علاقته بمسار شهيداتنا وشهدائنا؟
سؤالي، ليس من باب السؤال من أجل السؤال. قصدي هنا، دعوة نضالية لتوحيد جهود المناضلين الصادقين من أجل خدمة قضيتنا، قضية الشهيدات والشهداء، قضية شعبنا، قضية العمال والفلاحين الفقراء وباقي الجماهير الشعبية المضطهدة...
كفى من التخليد تلو التخليد، إيجابا أو سلبا. فالتقييم النضالي المسؤول يفتح الآفاق النضالية المسؤولة...
المرحلة هذه، مرحلة برامج نضالية دقيقة ومحسوبة وفق تصورات سياسية وإيديولوجية واضحة، كقاعدة للمحاسبة والنقد والنقد الذاتي...
لنخلد ذكرى الشهيد/ة بما يليق والشهيد/ة...
لنخدم القضية بما يليق والقضية...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق