2019/08/30

Camarde Ml// حنظلة حي لا يموت..

إنه غشت الأحمر..شهر الشهداء..الدريدي، بلهواري، اشباضة، مزياني..أبو علي مصطفى..و اليوم تحل ذكرى استشهاد ناجي العلي الذي اعلن ميلاده الجديد يوم 29 غشت 1987.

ناجي العلي ارعبت رسومه الكاريكاتورية الساخرة، التي تجاوزت 40.000 كاريكاتور، ارعبت الصهاينة و الانظمة العربية الرجعية.
من بين الشخصيات المثيرة في رسوم ناجي العلي، شخصية حنظلة التي اعتبرت بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية. ويعتبر ميلادا لفترة مابعد 5 يونيو 1967، اي بعد هزيمة البرجوازيات العربية في الحرب ضد الكيان الصهيوني و ثبوت عجزها التام عن قيادة حركة التحرر الوطني..
يقول ناجي العلي عن حنضلة:
«ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء...كتفته (تكتيف اليدين) بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع.»...
يدير حنظلة ظهره للناس، كما يعقد يديه ﻻن ناجي اراده رافضا للحلول الانهزامية، للمؤامرات..اراده مقاتلا، مناضلا، يحمل موقفا طبقيا.. منحازا للفقراء..
وفي بعض الحالات، وأثناء انتفاضة الضفة و غزة ، كان حنظلة يحمل الحجارة ويرجم بها الصهاينة و الاعداء..
و أثناء خروج المقاومة من بيروت كان يقبل يد هذه المدينة مثلما كان يقدم لها الزهور.
مقابل شخصية حنضلة المثيرة للجدل تقف شخصيات أخرى في رسوم ناجي، أبرزها شخصية الرجل السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له ممثلا به القيادات الفلسطينية والعربية الرجعية والخونة و الانتهازيين.
وشخصية جندي صهيوني، دو أنف طويل، يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال المنتفضين, وخبيثا أمام القيادات الانتهازية و الرجعية.
و هناك الشخصية التي اسماها ناجي في بعض رسومه فاطمة و التي ترمز للمرأة الفلسطينية التي لا تهادن و لا تنكسر..
و هناك ايضا شخصية الرجل الكادح والمناضل النحيل ذي الشارب (زوج فاطمة)..
اغتيل الفنان الساخر ناجي العلي على يد الموساد الصهيوني، لكن الاكيد ان الانظمة الرجعية شاركت في الاغتيال من ضمنها السعودية، حيث ازعجتهم رسومه الكاريكاتورية التي انتقدت الانظمة العربية عموما بشكل لادع..كما انتقدت ايضا بالشكل داته قيادات "منظمة التحرير"..حتى ان بعضها أثار غضبا شديدا لهاته القيادات و خاصة ياسر عرفات الدي ازعجه الكاريكاتور المعروف عن عشيقته رشيدة مهران .هده كلماته: "بتعرف رشيده مهران؟ يرد الثاني : لا …… الأول يسأل: سامع فيها ؟ الثاني يجيب: لا …… الأول يقول للثاني : ما بتعرف رشيده مهران و لا سامع فيها و كيف صرت عضو بالأمانه العامة للكتاب الصحفيين الفلسطنيين ؟ لكان من اللي داعمك بهالمنظمة يا أخو الشليته ؟ " ...
و سيبقى حنضلة رمزا شامخا لرفض الخنوع و المهادنة و الاستسلام..
يقول ناجي: "إن حنظلة شاهد العصر الذي لايموت.. الشاهد الذي دخل الحياة عنوة ولن يغادرها أبداً .. إنه الشاهد الأسطورة ، وهذه هي الشخصية غير القابلة للموت ، ولدت لتحيا ، وتحدت لتستمر ، هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي ، بالتأكيد ، وربما لا أبالغ إذا قلت أني قد أستمر به بعد موتي"...
لم يمت ناجي.. انه حي بيننا... لازالت رسومه الناذرة ترعب الجبناء، اعداء القضية..و ستظل..
عن جدار الرفيق Camarde Ml



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق