2019/08/30

حسن أحراث// الموسم الدراسي 2019/2020.

بدون مقدمات تضليلية أو التيه في غياهيب التحليلات والتنظيرات المفلسة، من يعتقد أن الموسم الدراسي الحالي سيكون مختلفا عن المواسم السابقة، فإنه واهم...

كل المؤشرات تؤكد استمرار أو نسخ المواسم السابقة رغم شعارات النجاح والمواطنة وغيرها، مع إضافة بعض التوابل لما يقوم "الاعوجاجات" أو الانفلاتات التي لا تخدم مصالح النظام القائم وقاعدته الطبقية أو تعرقلها.
إن ارتباط مصالح النظام بالإمبريالية، بل وكون مصيره بيد الإمبريالية، تجعل منه "التلميذ" النجيب الذي يترجم توصيات وتعليمات/أوامر المؤسسات المالية الامبريالية بحذافيرها، وفي مقدمتها البنك العالمي وصندوق النقد الدولي. وبالتالي فهامش الاجتهاد محدود، خاصة وتواطؤ الأحزاب السياسية والقيادات النقابية والعديد من الأقلام والأسماء "اللامعة" أو بالأحرى الملمعة، والتي لا أتردد في تصنيفها في خانة الارتزاق... ببساطة، لأنها تخفي الحقيقة وتسوق الصور النمطية وتبرر الفشل الذريع...
فما حصل مع ما سمي "بقانون الإطار" مؤخرا سبق أن عشناه مع مسرحيات هزلية سابقة أجهزت على العديد من مكتسباتنا وحقوقنا المشروعة، وليس تمرير "قانون التقاعد" واعتماد الصيغة المرفوضة المسماة "تعاقد" بما تعنيه من ضرب للوظيفة العمومية، غير غيض من فيض... فكيف ننسى المخططات الطبقية المتتالية؟!! هل طوينا صفحة "الميثاق الوطني للتربية والتكوين"؟!! ماذا عن حصيلة البرنامج الاستعجالي ونتائج الافتحاص؟!! أسئلة لا تنتهي...
والفظيع هو اصطناع معارك هامشية ماكرة لطمس الواقع المر والسكوت عن بشاعته، وشد الأنظار في اتجاهات غير منظورة وغير ذي أهمية الآن (على الأقل).
فمن "إصلاح" الى آخر، ومن "رؤية" الى أخرى.. والأصح، من جريمة الى أخرى...
سيلتحق الأطر الإدارية والتربوية بمقرات عملهم...
سيدخل التلاميذ والتلميذات الى أقسامهم...
ستكتظ واجهات المكتبات وأكشاك اللوازم المدرسية... وكذلك أسواق الملابس...
ستفرغ جيوب الأسر المعوزة وحتى "المتوسطة"...
ستشتعل حروب "الاستعطاف" و"إعادة التوجيه" والتنقيلات من مؤسسة الى أخرى...
ستجرى حلقات "التقويم" أو "التشخيص"...
ستنتظم حركة السير (الذهاب والإياب) طيلة السنة الدراسية...
ستتم الاجتماعات، مركزيا وجهويا وإقليميا ومحليا، وستكون اللجن وتنظم الزيارات، وتكتب التقارير وترفع التوصيات...
ستصدر القرارات والتعليمات/المذكرات وتنزل البرامج...
ستنظم "التكوينات" وتبرمج "الأنشطة"... والمهرجانات..
ستنشر الصور والفيديوهات...
ستمر العطل الدراسية في الأسدوسين...
ستمر المراقبة المستمرة كالعادة وكذلك الامتحانات الإشهادية...
ستنشر إعلانات المباريات...
ستعلن النتائج النهائية...
ستفوق نسبة النجاح بالبكالوريا نسبة السنة الدراسية الماضية...
ستحدد العتبات...
وتفتح أبواب الشوارع و"التكوين المهني" و"التجنيد"...
سيتم تبادل التبريكات والمجاملات والتهنئات بهذه المناسبة أو تلك، أو حتى بدون مناسبة...
ستدور "الآلة" الطبقية كما دائما؛ وستطحن "الضعيف" (بنات وأبناء الجماهير الشعبية المضطهدة)، وتكرس التردي وتجهز على "المجانية"، وتخدم بالمقابل "القوي"، وكمثال كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان الخصوصية...
ستطحن المدرسة العمومية والجامعة/الكلية العمومية والمعهد العمومي... وتعمق الجراح (الشارع والعطالة أو قبول الأمر الواقع)، وستخدم المؤسسات/المشاريع الخصوصية وآفاقها، وخاصة الكبيرة منها...
يجعلون من المدرسة العمومية مشاتل لتأهيل الأطر الصغرى والمتوسطة عبر بوابة التكوين المهني، لخدمة خريجي المؤسسات/المشاريع الخصوصية المحظوظين...
فدور المدرسة العمومية محدد سلفا، أي إعادة إنتاج ما يضمن استمرار النهب والاستغلال والخضوع...
وحتى لا نتهم بالعدمية أمام التاريخ، لأننا عدميون بالنسبة للنظام وأزلامه شئنا أم أبينا، نطرح السؤال البسيط التالي:
لماذا لا يوجه تلاميذ وتلميذات المؤسسات الخصوصية الى التكوين المهني أو البكالوريا المهنية أو المسارات المهنية (استثناءات قليلة جدا، علما أن المؤسسات الخصوصية تستقطب أيضا البورجوازية الصغيرة وبعض الفئات "المتبرجزة"...)؟!!
لماذا نقيم الدنيا ولا نقعدها بهذا الشأن في فضاءات المدرسة العمومية فقط؟!!
فحتى مراكز التكوين المهني لا تنظم حملاتها السنوية الروتينية إلا داخل المدرسة العمومية..
إنه واقع مفروض/مرفوض الى حين...
كل دخول مدرسي ونحن تائهون/تافهون..




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق