"زعماء" بدون تاريخ
يدعون الزعامة؛
ينتحلون صفة العمل النقابي؛
الزعماء الكبار، يجالسون الوزراء والبرلمانيين و"الأعيان" وحتى "الشياطين"..
والزعماء الصغار، يلتقطون الفتات ويلهتون وراء الزعماء الكبار..
الزعماء عموما،
يجالسون بعضهم بعضا؛
يجالسون "الضحايا"، والأصح بعض "الضحايا"..
يزبدون ويرغدون أمام الكاميرات وداخل المقرات وفي الساحات..
ادعاءات النهار يفضحها الليل؛
وبوح الليل تفنده بشاعة النهار..
شعارات زائفة؛
بيانات نارية (شكلا)؛
تصريحات حارقة (كذبا)؛
وعود وأوهام وعزف على أوتار مقتلنا/عاطفتنا؛
إنه ثمن شراء الزعامة..
والنتائج؟
لا شيء..
إنها الحقيقة المرة والمستمرة..
من ينكرها؟
يدعون الى الإضراب، بل الإضرابات (حسب المقاس)..
يدعون الى الوقفات والمسيرات (تحت الطلب)..
وماذا بعد؟
والنتائج؟
دائما، لا شيء (ليس من باب "العدمية"، بل مقارنة مع حجم الانتظارات والتطلعات والتضحيات...).
تمرر الفضائح في حضرتهم ("غيابهم"): الاستغلال البشع، التسريح، الطرد، "التقاعد"، "التعاقد"، "القانون الإطار"، جرائم لا تنتهي..
لماذا؟
لأن "زعماءنا" ليسوا زعماء حقيقيين؛
لأن "زعماءنا" يدعون العمل النقابي فقط، ويمارسون الوصاية القاتلة؛
لأن "زعماءنا" متواطئون ومهادنون ومتورطون؛
لأن "زعماءنا" يكسرون المعارك ويجهضون الحلم؛
لأن "لزعمائنا" (جلهم، درء للتهمة الجاهزة "العدمية")، مصالح لا تختلف عن مصالح الباطرونا؛
لأن "زعماءنا" تسلقوا أكتافنا وصاروا "باطرونا"..
عفوا، إنهم فعلا زعماء الرداءة والخنوع والخضوع..
من يذكر أو يتذكر "الزعيم" الغائب/المغيب عبد الرزاق أفيلال (مجرد مثال)؟
من يذكر أو يتذكر فضائح الأمس القريب و"زعماء" الأمس، البعيد والقريب، وحتى فضائح اليوم مع "زعماء" اليوم؟
هل لنا ذاكرة حقا؟
إن الحقيقة المرة أيضا هي ضعفنا وعجزنا، نحن القواعد والمناضلين، أي مسؤوليتنا..
من ينكرها؟
طبعا، نحاصر ونطوق ونعزل، ماديا وإعلاميا؛
نعاني التشويش والتضليل والطعن من الخلف؛
نعتقل ونقتل ونشرد؛
لكننا نغرق في الصراعات الهامشية، وأحيانا التافهة؛
نتراشق بالتهم المجانية؛
ندور/نتيه في دائرة/دوائر مغلقة؛
نسقط في فخ "زعمائنا"؛
ننتظر الذي لا ولن يأتي؛
بئس الانتظار...
لننخرط في معركة البناء؛
لنرفع المشاعل بدل لعن الظلام؛
لنعمل كثيرا، ولنتكلم كثيرا أيضا..
لا نريد تعليمات، لسنا أغبياء ولا ببغاوات؛
لنحترم المناضلين، ذكاء وإبداعا وتضحيات..
لا للاختباء وراء الوثائق والكتب، سواء الحمراء أو الصفراء..
لا لتوظيف الماضي ضد الحاضر والمستقبل؛
نعم للماضي المجيد والحاضر القوي؛
نعم للمستقبل السعيد..
تجاربنا دروس: فشل وهزائم وانتصار؛
تجاربنا سلاح؛
فكرنا نبراس؛
لنحضر على قدم المساواة، مناضلات ومناضلون، في معارك بنات وأبناء شعبنا؛
لنقرأ واقعنا ونتفاعل معه؛
لنرفع رؤوسنا في الميادين، وليس فقط عبر الشاشات و"الوشوشات"؛
لتشد أيادي الثوار على أيادي العمال؛
ولتشد أيادي الثوار على أيادي الثوار، وحدة ودعما وتضامنا وإبداعا..
ليس ثوريا من لم يصافح/يعانق العمال والفلاحين الفقراء والمعطلين والمشردين؛
ليس ثوريا من يتصالح مع أعداء العمال والفلاحين الفقراء...؛
ليس ثوريا من يهادن "الزعماء" الصغار والكبار؛
ليس ثوريا من لم يصافح/يعانق الثوار، داخل السجون وخارجها؛
ليس ثوريا من لم ينخرط في معارك بنات وأبناء شعبنا، داخل السجون وخارجها؛
ليس ثوريا من يتلذذ الأحلام الجميلة ويردد الشعارات فقط؛
ليس ثوريا من يمتهن الكلام وفقط الكلام (النميمة)؛
ليس ثوريا من لم يستحضر آلية التنظيم لصنع التغيير؛
ليس ثوريا من يحارب التنظيم والانتظام..
ليس ثوريا من لا يتقاسم مع بنات وأبناء شعبنا الحلم الجميل ويعمل على تحقيقه...
وفي الأخير، "لا تحسبن النظام غافلا عما يعمل المناضلون"..
شارك هذا الموضوع على: ↓