07‏/09‏/2019

م.م.ن.ص// العمال بالمحمدية: معاناة متواصلة ومعارك مستمرة...

منذ شروع النظام في تنزيل مشاريعه الطبقية، ومنها العمل بما يعرف بالتدبير
المفوض (خوصصة القطاعات الخدماتية والاجتماعية وفق توصيات المؤسسات المالية الامبريالية ومن بينها صندوق النقد الدولي) خصوصا في قطاع النظافة والماء والكهرباء، ازدادت حدة المعاناة في صفوف العمال والعاملات. فقد "باع" الخونة والعملاء هؤلاء العمال والعاملات للشركات المستثمرة في هذه القطاعات رغما عنهم وبدون أخذ وضعيتهم بعين الاعتبار. وما يعيشه عمال النظافة بمدينة المحمدية في الأيام الأخيرة يشكل نموذجا ساطعا على الاستهتار ببنات وأبناء الشعب المغربي من طرف أزلام النظام الذين نصبهم المستعمر ليحافظوا على المصالح الاستراتيجية للبرجوازية وحلفائها، مع كل ما يتطلبه ذلك من تشريد وطرد وحرمان وتقتيل واعتقالات...إلخ. ففي رمشة عين وجد أزيد من مائة (100) عامل نظافة أنفسهم مطرودين من العمل بسبب انتهاء العقد الذي جمع الشركة (سيتا SITA) المشغلة (المستغِلة) بالمجلس البلدي للمدينة، ودخول شركة جديدة للاستغلال (شركة SOS NDD) بعقد جديد مع المجلس المذكور. لكن، بدون أي علاقة قانونية تربطها بالعمال المطرودين الذين انتهت عقود عملهم المحدودة الآجال مع شركة سيتا. لا يهم هنا الغوص في دفتر التحملات وتفاصيله لأن ذلك لن يغير من وضع العمال المزري شيئا. وكل محاولة للغوص في تفاصيل الاتفاقية الجديدة للتدبير المفوض لن تقدم لملف هؤلاء العمال أي قيمة مضافة، وذلك في حالة ما لم يطرح الموضوع بالطريقة الصحيحة ويلامس جوهر المشكل. لأن المعاناة مشتركة بين كل فئات العمال وبمختلف المدن والبلدات ومواقع العمل. إن مشكلة هؤلاء العمال وأولئك ليست في هذه الاتفاقية أو تلك، إن مشكلتهم الحقيقية، أي مشكلة الطبقة العاملة بأسرها، تكمن في تغول وهيمنة الشركات الرأسمالية على مواقع القرار السياسي، وبالتالي التحكم في كل شيء وتحويل حياة الكادحين (عمال وعمال زراعيين وفلاحين فقراء...) إلى جحيم مقابل الفتات ودريهمات معدودة لا تغني ولا تسمن من جوع. طبعا يتحمل المسؤولون المحليون (المجلس البلدي المشكل من حزبي العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي) جزء من المسؤولية؛ لكنهم، رغم ذلك، مجرد كراكيز وأدوات لتنفيذ قرارات أسيادهم، صانعي القرار في هذا البلد المكلوم. إن معاناة عمال النظافة بالمحمدية هي نفسها معاناة العمال الزراعيين والعاملات الزراعيات باشتوكة أيت باها الذين يعانون الطرد المستمر وشتى أصناف المعاناة والإجحاف والعذاب، وهي نفسها معاناة العمال بالدار البيضاء وطنجة.. إنها معاناة واحدة موزعة على الجماهير الشعبية المضطهدة على طول وعرض بلدنا المقهور، كما أنها قاسم مشترك مهما طالت المسافات وتغيرت التفاصيل، وهذا القاسم المشترك هو الأساس الذي يجب أن تنبني عليه وحدة الطبقة العاملة بالمغرب وعبر المعمور في مواجهة جبروت الامبريالية، أعلى مراحل الرأسمالية.. ودون هذه الوحدة، التي يجب أن تكون بقيادة وتوجيه وتأطير الممثلين الحقيقيين لهذه الطبقة، أي بقيادة الحزب الثوري الغائب/الحاضر الأكبر، سيظل الكادحون يراوحون دائرة/جحيم المعاناة إلى حين… كل الدعم والتضامن مع العمال الصامدين في معركتهم المتواصلة ضد الطرد والتشريد، ومن أجل التحرر والخلاص الطبقيين... مزيدا من النضال والصمود بكل المواقع...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق