2019/09/10

أحمد بيان// القتل المعنوي للمناضل

رفيقي:

أن تكون مناضلا من أجل قضية يعني أن تكون مستعدا لتقديم ضريبة ذلك غاليا، وقد تصل هذه الأخيرة حد شرف الاستشهاد. ولا غرابة، فقد استشهد العديد من المناضلين والمناضلات من بنات وأبناء شعبنا المغربي من أجل الحياة والعيش الكريمين. وكما أنشد أحد الشعراء، "لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم". ونقصد بالشرف هنا الالتزام بقضية عادلة والدفاع عنها بصدق نضالي، بعيدا عن ألاعيب الانتهازيين والسماسرة ومناوراتهم.
وليس القتل المادي وحده سلاح النظام القائم في مواجهة "الشرف" الرفيع؛ لأنه، أي النظام، لا يتردد في اللجوء الى كافة أساليب الإجرام كالعزل والتدمير والقتل داخل السجون وخارجها، ومن بينها القتل المعنوي أو الرمزي ذي الأثر البالغ والمدمر والتكلفة "البسيطة". ويهم النظام أن يسقط المناضل من تلقاء ذاته، بدل أن يتهم بإسقاطه قتلا أو اعتقالا أو تشريدا...
وقد أنتجت عبقرية النظام "مناضلين" (مزيفين) يسقطون من تلقاء ذاتهم ويساومون ويتاجرون في القضايا العادلة، ولا يترددون في إنجاز المهام القذرة ذات "الأجر" المرتفع. ويهم النظام أيضا تسويق تلك الصورة النمطية التي تظهر المناضل (لقب أو صفة) كسمسار ومرتزق ومساوم باسم النضال والمبدئية. لقد حصل ذلك مع أسماء عديدة في صفوف المعتقلين السياسيين السابقين وفي صفوف الطلبة والتلاميذ، وفي صفوف النقابيين والجمعويين ورموز الأحزاب السياسية المتخاذلة.
وعندما يجند النظام وزبانيته جيوش المرتزقة لمحاصرة المناضل وتشويهه وعد أنفاسه، بما في ذلك النبش في حياته الخاصة والعائلية والمهنية وبالتالي الدعوة الى إعمال وتطبيق القوانين الرجعية المعتمدة، فإنه يضرب عصفورين أو عصافير بحجر واحد. فتراه يستفيد؛ من جهة، من عرقلة الأداء الميداني للمناضل والإجهاز عليه، وذلك من خلال محاولة إرباكه وجره الى متاهة ردود الفعل والتصدي للإشاعات التي تستهدفه بدل التصدي لإجرام النظام؛ ومن جهة أخرى من محاولة إبعاد التهمة عنه وأزلامه وتبرئة ذمتهم رغم كل الخروقات المسجلة، صورة وصوتا في كثير من الأحيان.
والخطير أن يستهدف النظام القوت اليومي للمناضل وأسرته، وخاصة أطفاله، بواسطة التضييق إبان العمل أو الطرد من العمل أو زرع السموم في محيطه المهني (المس بالسمعة والاتهامات المجانية المدمرة...). ولأن "قطع الأرزاق أبشع من قطع الأعناق"، فالنظام لا يتوانى في قطع الأعناق والأرزاق معا، الأمر سيان وحسب كل حالة على حدة. المهم هو تركيع المناضل وتوظيفه في مسلسل خدمة النظام وأزلام النظام...
رفيقي:

المطلوب نضاليا الصمود في وجه كل أشكال القتل المادية والمعنوية. والمطلوب أكثر التضامن مع الرفاق وتوفير الدعم المناسب لهم المادي والمعنوي، سواء من خلال التواصل أو من خلال الفضح وإبراز الحقائق التي ترفع من شأن رفاقنا؛
رفيقي:

المرجو الصمود والثقة في النفس وتوسيع وضبط التواصل المنتظم والفعال مع الجماهير الشعبية، فهذه الأخيرة هي محامي المناضل ومناصر المناضل ومحتضن المناضل.
المرجو رفيقي، بذل المزيد من الجهد، من أجل الانتصار. وها أنت قد انتصرت...
رفيقي:

إن "حبل الكذب قصير". وكما نقول بدارجتنا المغربية "ما يدوم غير الصح". لنا التاريخ والحقيقة. وصمودنا سيبقى صخرة تتكسر عليها كل المؤامرات التي تحاك في السر والعلن، سواء من طرف النظام أو من طرف أزلامه أو من طرف الجوقة الحاقدة التي وصلت وقاحتها حد مطالبة النظام برؤوس المناضلين.
إن ثقة المناضل في نفسه وفي قضيته سلاح يهزم كل الادعاءات والإشاعات المغرضة. قد يستطيعون تغليط زيد أو عمرو، لكنهم سيفشلون في تغليط وتضليل شعب.
قد يستطيعون قتل زيد أو عمرو، لكنهم سيفشلون في قتل شعب.
قد يستطيعون قطف كل الزهور، لكنهم سيفشلون في وقف زحف الربيع...
إن الصراع الطبقي ليس لعبة أطفال وتسلية، إنه تحدي متواصل ومعركة شرسة وتضحيات غالية...
إن الصراع عموما وبدون أوهام بورجوازية (صغيرة أو كبيرة)، هو أن تكون أو لا تكون، علما أن سلاح الجبان أو الضعيف هو الكذب والافتراء واختلاق الإشاعة...

ملاحظة: المقصود في المقال المناضل والمناضلة، وكذلك الرفيق والرفيقة (لا فرق).



شارك هذا الموضوع على: ↓




↓للتعليق على الموضوع
تعليقات
1 تعليقات

1 التعليقات:

  1. لن يركع ولن يستسلم لهذه الجرائم سوى ضعاف النفوس ... واثق الخطوات يمشي ملكا ..

    ردحذف

رسالة أقدم الصفحة الرئيسية