2019/10/21

حسن أحراث // تضامن المعتقلين السياسيين مع المعتقلين السياسيين...

كل القضايا العادلة في حاجة الى التضامن والدعم. وليس أعدل من معارك
الشعوب المضطهدة، وفي قلبها معارك العمال والفلاحين الفقراء وكافة الكادحين... وتعتبر نضالات المعتقلين السياسيين، على اعتبار الاعتقال السياسي قضية طبقية، ضمن هذه المعارك الهادفة والتواقة الى التحرر والانعتاق..
وبالنسبة لأصحاب القضايا العادلة، فلا يكفي التضامن والدعم. إن الأمر يفوق ذلك، ونعني الانخراط في هذه المعارك، كل من موقعه في خضم الصراع الطبقي؛ وهذا الأخير ليس معركة واحدة وحاسمة. إنه معارك متجددة ومتواصلة على كافة الجبهات والمستويات..
ووقوفا عند المعارك النضالية للمعتقلين السياسيين، فالواجب النضالي ليس فقط التضامن والدعم (أضعف الواجب)، بل كذلك الانخراط في معاركهم داخل السجون وفي معارك شعوبهم خارجها. إن المعتقلين السياسيين الصامدين يرمزون الى القضايا العادلة. وواجبنا كمناضلين في خدمة قضيتنا الواحدة هو الانخراط المبدئي والعملي في كافة معارك أبناء شعبنا من داخل السجون ومن خارجها، وطبعا بأهداف ومطالب دقيقة وشعارات واضحة. والتواصل المنظم والمنتظم (التنسيق) مؤشر على تقدمنا في الفعل النضالي واستيعابنا لقيمة المسؤولية النضالية، سواء بمعنى التضامن والدعم أو بمعنى الانخراط.. وهنا تحضر أهمية وملحاحية التنظيم السياسي.
وعموما، مسؤولية التنسيق تهم المعتقلين السياسيين المناضلين وعائلاتهم من جهة، والمناضلين والقوى المناضلة والمتضامنة والمدعمة والمتعاطفة (...) من جهة أخرى.
ونضاليا، وبدون حسابات سياسوية تافهة، فكلنا معنيون مبدئيا وحسب موقعنا السياسي ووضعنا الذاتي والموضوعي بالتضامن والدعم والانخراط في معارك أبناء شعبنا من داخل السجون ومن خارجها.. وغير ذلك ليس سوى قبولا بالأوضاع المتردية القائمة، بل تزكية للنظام القائم المسؤول الأول والأخير عن الجرائم التي تحاك ضد أبناء شعبنا.
وإذا كان الكل، أقصد المناضلين والقوى المناضلة والعائلات وعموم الجماهير الشعبية، معني بدعم المعتقلين السياسيين والتضامن معهم وأيضا الانخراط في معاركهم وخوض معارك إطلاق سراحهم، فإن المعتقلين السياسيين معنيون بدورهم بدعم بعضهم البعض والتضامن مع بعضهم البعض والانخراط في معارك بعضهم البعض. والأمر لا يتطلب بالضرورة الاتفاق الكامل مع الخلفيات أو المنطلقات أو الدوافع السياسية أو تبني نفس التصورات والمرجعيات. إنها معركة واحدة في العمق ضد جرائم القمع والقهر والاضطهاد التي تستهدف أبناء الشعب الواحد داخل السجون وخارجها. والمعتقل السياسي يدرك بالقدر الكافي، حتى لا أقول أكثر من غيره، معاناة السجن ومحنة العائلات...
وكم يتقوى المعتقل السياسي بدعم رفيقه المعتقل السياسي، سواء بنفس السجن أو بسجون أخرى.. ولنا في تجربة رفاق الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري دروس، رغم محدودية وسائل الإعلام والتواصل حينذاك. ولا يخفى أن دعم وتضامن، بل وانخراط العديد من المعتقلين السياسيين وكذلك العائلات (نعم العائلات، وخاصة الأمهات)، من بين أسرار صمود وانتصار معركة الشهيدين. وأذكر أن خوض معتقلين سياسيين بكل من السجن المركزي بالقنيطرة (السرفاتي وبعض رفاقه) وسجن لعلو (بنعمرو وبعض رفاقه) إضرابات عن الطعام لمؤازرتنا بالإضافة الى حملات التضامن الواسعة معنا من مختلف السجون قد غذى صمودنا وحملنا مسؤولية ربح التحدي لفائدة قضيتنا، قضية كافة المعتقلين السياسيين، قضية شعبنا أولا وأخيرا...
فكم "فرحنا" بذلك التضامن من داخل المغرب ومن خارجه!! وكم شد عضد العائلات وقوى همتهم!! علما أن المتضامنين ليسوا كلهم على اتفاق سياسي معنا، ومنهم من لم يكن يشاطرنا خوض الإضراب اللامحدود عن الطعام كشكل نضالي.
إننا في حاجة اليوم الى مثل هذه الممارسة المبدئية وهذه الروح النضالية.
إننا في حاجة الى التواصل والتنسيق النضاليين داخل السجون وخارجها، على قاعدة سياسية مسؤولة، وليس من باب التعاطف فقط.
إننا في حاجة الى نبذ الاتهامات المجانية (التخوينية) التي يغذيها النظام وأزلامه المتسترين للانفراد بالمعتقلين السياسيين المناضلين وعائلاتهم وتدمير ذواتهم..
فكم يتألم المعتقل السياسي أمام الصمت الذي يعم السجون، خاصة إذا كان في خضم معركة الإضراب عن الطعام ولمدة طويلة!!
لنفضح المؤامرات التي تحاك ضد المعتقلين السياسيين لعزلهم وتشويههم؛
يتهمونك بامتطاء المعتقلين السياسيين إذا "اقتربت" من المعتقلين السياسيين وعائلاتهم؛ ويتهمونك بالتخاذل إذا "ابتعدت" عن المعتقلين السياسيين وعائلاتهم.. إنها أساليب خبيثة لخلق الصدع في صفوف المعتقلين السياسيين وفي صفوف العائلات وفي صفوف المناضلين...
الجواب/الحل لدى الشاعر الفلسطيني معين بسيسو: "إن قـُلتها مُتّ، وإن لم تقـُلها مُتّ، إذن قلها ومُت"..
لندعم ونتضامن وننخرط في المعارك النضالية لكافة المعتقلين السياسيين وعائلاتهم، بكل مبدئية وكل من موقعه؛
إن قضية الاعتقال السياسي ليست في حاجة الى دموعنا، بل الى سواعدنا..
كل التضامن مع المعتقل السياسي المضرب عن الطعام ربيع الأبلق...
لنناضل من أجل فك الحصار عن كافة المعتقلين السياسيين، وبدون تمييز...
لنناضل من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين...









شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق